تكررت مطالب صناعيي المنطقة الشرقية لهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بفتح المجال أمام المستثمرين لإنشاء شركات متخصصة في توليد الكهرباء للقطاع الخاص لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي على المصانع خلال فترة الصيف من كل عام. ويتخوف الصناعيون من تجرعهم خسائر كبيرة جراء الانقطاعات الصيفية للكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة ووصولها الى معدلات قياسية مقارنة بالأعوام الماضية، بعد توقعات الفلكيين بارتفاع درجات الحرارة لهذا العام الى درجات اشد حرارة من الاعوام الماضية، اضافة الى طول فترة الصيف هذا العام وهو ما يعني لأصحاب المصانع استمرار الانقطاعات واجبارهم على ايقاف خطوط الانتاج مما يؤدي الى خسائر يتم قيدها في حساب الشركات الصناعية. وقالوا ل " الرياض " ان اشكالية انقطاع الكهرباء عن المصانع ليست بجديدة وهي متوقعة في ظل ارتفاع درجات الحرارة اضافة الى حدوث الانقطاعات بشكل سنوي في وقت الصيف تحديدا، رغم التطمينات التي تطلقها شركة الكهرباء في كل سنة لكن دون جدوى. وقال رئيس اللجنة الصناعية بالمنطقة الشرقية سلمان الجشي: إن انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة على المصانع الوطنية يكبد الصناعيين خسائر وأضرارا كبيرة ولا يقتصر ذلك على المستثمرين فقط، بل يشمل أيضا المستهلكين، بسبب توقف الإنتاج بشكل مفاجئ وحدوث خسائر في المعدات والمواد الخام، مشيرا الى أن الخسائر المالية قد تكون مباشرة مثل تلف المواد الأولية خلال عملية الإنتاج والارتباك في خطة الإنتاج وتعطل بعض الأجهزة الحساسة في المكائن التي تحتاج إلى توقيف المكائن، وتتمثل الخسائر المباشرة في عدم تسليم المنتج حسب الجدول الزمني المتفق عليه مع العملاء وزيادة تكلفة الإنتاج وعمل وقت إضافي لمقابلة الالتزام تجاه الطلبات. واضاف: الخسائر تصل الى ملايين الريالات، لكن حتى الان لم تسجل أي انقطاعات، مؤكدا أن العديد من المصانع تعمل على اعادة جدولة الانتاج وتتفادى العمل خلال اوقات الذروة خوفا من الانقطاعات، غير ان ذلك الحل لا يمكن تطبيقه في بعض المصانع التي تعمل على مدار الساعة. صلاح العتيبي وعن تعويض شركة الكهرباء للمصانع، قال الجشي: شركة الكهرباء ترفض الحديث في هذا الخصوص وسبق ان تم خلال اللقاءات الماضية طرح ذلك من قبل الشركات الصناعية لكن شركة الكهرباء لا ترغب الاسهاب في هذا الموضوع. من جهته، أكد عضو اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية صلاح العتيبي ان المصانع الوطنية تشكل عنصرا قويا للاقتصاد السعودي في ظل الطفرة الصناعية التي تشهدها، مبينا ان ما تتعرض اليه المصانع في الصيف يجب الوقوف عليه من قبل المسؤولين في شركة الكهرباء والجهات المعنية حيث تتكبد الشركات خسائر كبيرة جراء الانقطاع المتكرر في الكهرباء خلال فترات الصيف. توقع حدوث الانقطاع عن المصانع في أي وقت جراء العوامل المناخية المحيطة الحالية اضافة الى عدم وجود البنية التحتية الكافية لمنع الانقطاع. ولم يعر العتيبي تطمينات شركة الكهرباء أهمية، بسبب تكرارها في كل عام دون جدوى استمرت الازمة واستمرت خسائر الشركات جراء التوقف القسري لها. واضاف ان خسائر المصانع جراء انقطاع التيار تشمل رواتب العاملين وتوقف خطوط الانتاج وغرامات التأخير من العملاء، مشيرا الى ان اانقطاع الكهرباء لمدة ساعة يسبب للمصانع خسائر يومين جراء التوقف المفاجئ للمكائن وتتعطل عن العمل. واكد العتيبي ان الحل لهذه الاشكالية يكمن في فتح المجال للقطاع الخاص في الاستثمار في قطاع توليد الكهرباء للدخول في منافسة مع الشركة الحالية اضافة الى تقديم خدمات افضل للمستفيدين سواء قطاعات صناعية او سكنية، فشركة الكهرباء تهتم بالمواطنين اكثر من القطاع الصناعي مما يؤدي الى انقطاع الكهرباء عن المصانع دون المنازل.