اصبحت الصين ثاني اكبر اقتصاد في وقت لا يزال العالم يسعى جاهداً للتعافي من آثار الأزمة المالية التي عصفت باقتصاديات غالبية الدول المتقدمة. وبات اقتصاد الصين موضع المزيد والمزيد من الاهتمام العالمي غير أن البعض يشعرون بالقلق من إمكانية وقوع الناتج المحلي الاجمالي بالنسبة للفرد في الصين والذي بلغ مستوى قياسياً ب4000 دولار في" فخ الدخل المتوسط" وأن يدخل الاقتصاد في مرحلة صراع ومن ثم يمر النمو الاقتصادي بفترة من الجمود والركود. كما أعرب البعض عن مخاوفهم إزاء التضخم الاقتصادي في الصين الذي اقترن بدخول المجتمع مرحلة الشيخوخة. لا أحد ينكر أنه مع التطور والنمو السريع لاقتصاد الصين تتزايد التحديات والصعوبات تبعاً لذلك ولكن بالرغم من ذلك لدينا من الأسباب ما يجعلنا واثقين تماماً من مستقبل الاقتصاد الصيني. قبل كل شيء ، الصين لديها العديد من المزايا التفضيلية الخاصة لتحقيق النمو الاقتصادي. فقد اشار ستيفن روتش الرئيس غير التنفيذي لشركة مورغان ستانلي آسيا إلى ضرورة انتقال 316 مليون صيني من الريف إلى المدن الصينية خلال العشرين سنة القادمة. هذه الموجة غير المسبوقة من الهجرة الطوعية من الريف إلى الحضر ستوفر دعماً قوياً للاستثمار في البنية التحتية والتجارية والسكنية. الجامعات الصينية تخرج الآن أكثر من مليون ونصف من المهندسين والعلماء سنوياً كما أن الصين احتلت المرتبة الرابعة في عام 2009 من حيث طلبات براءات الاختراع الدولية. ووفقاً لهذا الواقع فالصين تسير في الطريق الصحيح نحو اقتصاد قائم على المعرفة. المصانع الصينية تنافس مثيلاتها العالمية وقد أشار وانغ تشينغ المحلل الاقتصادي في مورغان ستانلي إلى أن جميع المعطيات من حيث وجود أكبر عدد من السكان في الصين والتنمية المتوازنة في المناطق المختلفة والناتج المحلي الإجمالي المنخفض نسبيا للفرد الواحد تشير إلى أن هناك مساحة هائلة للتنمية في الصين. علاوة على ذلك ، وضعت الخطة الخمسية للتنمية في الصين في نسختها الثانية عشرة الأسس للتنمية الاقتصادية وإعادة الهيكلة خلال السنوات الخمس المقبلة. عموماً المجتمع الدولي متفائل بشأن اقتصاد الصين. وهناك اتفاق في المجتمع الاقتصادي الدولي على أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030 أو 2050 أو في وقت مبكر في عام 2019. وتوقع صندوق النقد الدولي، وفقاً لتوازن قوته الشرائية، بان يصبح اقتصاد الصين أكبر اقتصاد في العالم في غضون خمس سنوات من الآن. وليس مهماً في الوقت الراهن بالنسبة للصين أن تصبح أكبر اقتصاد ولكن ما هو أكثر أهمية هو الرسالة القوية والايجابية التي بعثها هذا الاقتصاد. ووفقاً لصحيفة صنداي وورلد الألمانية، فأن معظم الاقتصاديين متفائلون بأن الصين قادرة على التغلب على الصعوبات الاقتصادية الحالية. ويعتقد وانغ تشينغ ومحللون اخرون من مورغان ستانلي أنه على الرغم من أن معدل النمو السنوي بنسبة عشرة بالمائة في الصين لا يمكن ان يبقى لفترة طويلة من الزمن إلا أنه سيكون بمقدور بكين المحافظة على معدل نمو سنوي في حدود ثمانية بالمائة حتى عام 2020. مع التطور السريع لاقتصاد الصين ، ثارت شكوك قليل من الناس حول العالم ما إذا كانت الصين ستسعى إلى فرض هيمنتها على العالم مع تزايد قوتها الاقتصادية غير أن غالبية الناس يعتقدون أن هذه المخاوف غير منطقية ويجب عدم الالتفات إليها حيث أن الصين، من الناحية التاريخية، ليست لديها ثقافة أو تقاليد السعي إلى التوسع أو الهيمنة.