شهدت الجولة 28 من الدوري المصري حالة مُشابهة للقضية «الأكثر جدلاً» في تاريخ الكرة السعودية قضية تلاعب الوحدة والتعاون والقرار الذي أصدرته لجنة الإنضباط بمعاقبتهما بسحب ثلاث نقاط من رصيد كل منهما وتغريم كل نادي منهما 300 ألف ريال بعد تأخرهما في النزول إلى أرضية الملعب في المباراة التي جمعتهما في الجولة الأخيرة من دوري «زين» والتي انتهت بالتعادل السلبي. فبعد أن قررت لجنة المسابقات في الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة مباريات الجولات الأخيرة في وقت واحد تأخر لاعبو الأهلي وسموحه في النزول إلى أرضية الملعب أكثر من خمس دقائق، ولم تنطلق بداية مباراتهما إلا بعد انطلاق بقية المباريات بأكثر من سبع دقائق. مباريات الجولات الأخيرة في الدوري المصري تعني لجميع الفريق الشيء الكثير فالمنافسة على اللقب والمصارعة على الهبوط على أشدها ولم تُحسم إلى ما قبل انطلاق الجولة 28، وبخصوص الحديث عن الأهلي وسموحة فالأول يُنافس على خطف لقب الدوري المصري، أما سموحة فدخل مباراته مع الأهلي وهو يبحث عن نقاطها للهروب من شبح الهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية. المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 إذ نجح الأهلي في اقتناص هدف التعادل في الوقت بدل الضائع عن طريق أحمد السيد بعد أن تقدم سموحة بهدفي لاعب الشباب السابق غودين أترام، وللعلم فإن الأهلي سجل هدف التعادل بعد أن انتهت مباراة مُنافسه على اللقب الزمالك بالتعادل 1-1 مع الاتحاد السكندري الذي يُصارع على الهبوط مع فريقي سموحة والمقاولون العرب الذي أنهى هو الآخر مباراته مع المصري البورسعيدي بالتعادل السلبي، ليرفع الأهلي رصيده من النقاط إلى 57 بفارق خمس نقاط عن الزمالك، كما رفع سموحة رصيده إلى 25 بفارق نقطة عن الاتحاد السكندري والمقاولون العرب. تعادل الأهلي وسموحة جعل الأهلي قريباً من حسم اللقب بشكل رسمي إذ تكفيه نقطة للفوز بالدوري، كما أبقى بصيص من الأمل لسموحة في البقاء. الاتحاد المصري لكرة القدم فتح تحقيقاً حول حادثة تأخر نزول لاعبي الفريقين إلى أرضية الملعب وعلى إثر نتائج التحقيق قررت لجنة المسابقات معاقبة الفريقين بفرض غرامة مالية 10 الآف جنيه لكل منهما. صورة مع التحية للجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم التي أرادت أن تظهر للجميع بصورة «البطل» على حساب الوحدة والتعاون وتجاهلت جميع الأنظمة واللوائح وقررت سحب ثلاث نقاط من الوحدة والتعاون بناء على شكوك وظنون وخبرة رؤوساء بعض لجان اتحاد القدم، بخلاف لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم التي حكمت «العقل» ولجأت للوائح والأنظمة وحافظت على صورتها امام الرأي العام لتُقرر الاكتفاء بالغرامة المالية بسبب عدم وجود دليل ملموس يُدين الاهلي وسموحة بالتلاعب، لتحمي نفسها من أي تبعات غير محمودة العواقب في هذا الشأن إذا ما اتخذت قراراً مبنياً على الشكوك والخبرة. برأيي أن قرار لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم سيدعم موقف الوحدة في قضيته مع لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم والمنظورة في المحكمة الدولية بسويسرا.