بدأ مئات من مقاتلي المعارضة الليبية هجوما حاشدا في الجبال الواقعة جنوب غربي طرابلس أمس للسيطرة على قرية تحكم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قبضتها عليها ودفع خط الجبهة صوب العاصمة. ووصل مقاتلو المعارضة إلى الجبهة صباحا في عشرات من الشاحنات طراز تويوتا وكان الكثير منهم مزودا بأسلحة مضادة للطائرات أو قاذفات صواريخ يدوية الصنع ومثبتة على شاحنات. ونقلت بعض الدبابات أيضا على متن شاحنات. وبدأ مقاتلو المعارضة في إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر في الفجر وهم يكبرون. وردت قوات القذافي بزخات متقطعة من نيران صواريخ جراد أرض أرض. وتصاعدت سحب دخان أسود من التلال التي انفجرت فيها القذائف. ولم يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق كبيرة من الأرض في أنحاء أخرى بليبيا رغم مرور خمسة أشهر على بدء الاحتجاجات المناهضة للقذافي لكنهم حققوا تقدما ثابتا في منطقة الجبل الغربي التي لا تبعد سوى مئات الكيلومترات عن الحدود الليبية التونسية وتشرف على سهل ساحلي يؤدي إلى طرابلس. ويهدف المعارضون إلى التقدم مسافة عشرة كيلومترات من بلدة القلعة إلى قرية القواليش التي تسيطر عليها قوات القذافي. ويتحرك المعارضون باتجاه الجنوب الشرقي بعيدا عن العاصمة لكنهم يرون أن القواليش مهمة من الناحية الاستراتيجية لان مدينة غريان الاكبر تقع بعدها باتجاه الشرق وتسيطر على الطريق السريع الرئيسي شمالي طرابلس. وبعد عدة ساعات كان مقاتلو المعارضة قد تقدموا بضعة كيلومترات تجاه القواليش ولم تظهر إشارات على تكبدهم اي خسائر في الارواح. على صعيد آخر، صدرت حديثا في مدينة مصراتة الليبية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة صحيفة الحرة وهي صحيفة جديدة توثق أحداث الفترة العصيبة التي تمر بها ليبيا. وأسس الصحيفة التي تصدر كل أسبوعين صحفيون كانوا يعملون في وسائل إعلام حكومية قبل بضعة اشهر. وبعد أن أصبحت المدينة الواقعة في غرب ليبيا خاضعة لسيطرة المعارضة يقول الصحفيون إنهم يتمتعون بقدر اكبر من الحرية في تغطيتهم للأخبار. وقال الصحفي عبد السلام احمد القاضي "تطوعنا لأن نساهم في إنجاح ثورة 17 فبراير (شباط) في مجال عملنا وقدراتنا الذي هو العمل الصحفي. وطبعا لنقل أو لمحاولة إظهار صورة جديدة للصحافة الحرة الحديثة." ووزع العدد الأول من الصحيفة مجانا لكن الناشرين يعتزمون بيع الأعداد التالية. يعمل جميع الصحفيين متطوعين بدون أجر في الصحيفة التي تمولها شركات محلية خاصة. وقال عمر عبد القادر رئيس تحرير صحيفة الحرة "عشرة صحفيين.. بداية كنا عشرة صحفيين.. طبعا بدعم من بعض الأشخاص الذين يعتبرون من رجال الأعمال في البلاد. قررنا أن نصدر هذه الصحيفة لتوثيق المرحلة الراهنة التي نحن موجودون فيها ولمحاولة إضفاء طابع ثانٍ للصحافة المستقبلية لليبيا. تصوير لكيف تكون صحافتنا جديدة.. كيف تكون حرية الصحافة وكيف يتاح المجال للذين لم يكونوا قادرين على التعبير عن أفكارهم وآرائهم في الصحف التي كانت موجودة في الدولة". ويطبع الآن ستة آلاف نسخة من الصحيفة يرسل 1000 نسخة منها الى مدينة بنغازي بشرق البلاد التي تسيطر عليها المعارضة أيضا. وتستغرق عملية الطباعة يومين لافتقار مصراتة للتجهيزات الحديثة.