أفرد الإعلام الرياضي المتخصص المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني خلال الموسم مساحة واسعة من البرامج والصفحات والتي يسهم في إعدادها مجموعة متخصصة ومتميزة ولها خبرتها في الميدانين الإعلامي والرياضي، والأجمل هو حرصها على أن تكون متابعة ومتجددة ومتنوعة وتغطي كافة الأحداث الرياضية وترضي جميع المتابعين. وبالرغم أن لعبة كرة القدم تحظى غالباً بنصيب الأسد بحكم شعبيتها واهتمام المتابعين للرياضة بها لمعرفة آخر الأخبار والتطورات والنتائج، إلا أن الإعلام الرياضي أيضاً يعطي اهتماما لا بأس به ومقبولا لبعض الألعاب الأخرى وخصوصاً عند دخول هذه الألعاب منعطفا مهما في مسابقاتنا المحلية. هنا نتساءل عن مدى الدور الذي لعبه الإعلام الرياضي والنهج الذي اتبعه وتعامله مع الرسالة المثالية التي يفترض أن توجه للمجتمع الرياضي والمتمثلة في التثقيف ونشر الوعي والطرح البناء وخدمة الحركة الرياضية والرقي بها، والذي من شأنه الرفع من المستوى العام للتفكير الرياضي المنطقي والسليم والمهيأ إلى الحفاظ على مكانته وإنجازاته وتحديد واقعه ووضع خططه ورسم مستقبله، فهذا الدور نستطيع أن نطلق عليه الدور الحاضر الغائب أو الرسالة المفقودة والتي يبرزها الإعلام في أولوياته وأهدافه وخططه ومثالياته ويتجاهلها ويتناساها في طرحه المباشر وفكره الموجه والذي يفرض عليه التعامل مع الأندية والجمهور بحسب الفائدة والمردود والذي سوف يسهل من عملية إيجاد المادة الإعلامية السهلة المطلوبة والمرغوبة مع تغليفها بعبارات جذابة مثل "عاجل" و"حصري" و"كما تميزت" و"مصادر خاصة" والبقاء ببث مباشر لأطول وقت ممكن بغض النظر عن المحتوى والمضمون والفائدة فتتحول معها الإعلام إلى كم وليس كيف، ليتمشى مع بعض السياسات الأخرى المنادية بكسب ود ورضا أكبر قدر من المتابعين. بالتأكيد كان هناك تنافس بين العديد من البرامج الرياضية وتسابق من حيث إعداد المادة المثيرة وتقديمها بطريقة جذابة مع عدد من الضيوف والذين وضعوا أنفسهم أمام اختبار المشاهد الواعي والذي أصبح يميز ويقيم محتوى ذلك الطرح وتلك البرامج وينتقي الأفضل منها حيث المعلومة والحقيقة والأرقام وبعيدا عن فرض الرأي والوصاية والتوجيه حسب الميول أو المجاملة مما جعل الكثير من تلك البرامج والصفحات والأعمدة تسقط تباعا وتفقد مصداقيتها. وذلك لأن الكثير من الإثارة المصطنعة فيها تحولت إلى فوضى غلبت عليها العواطف وطغى فيها التعصب وضعف فيها الإعداد وتجمدت في نهج واحد. هنا إذ نلمس الجرح ونتطرق للحقيقة فإننا لا نعمم بل نشيد بالكثير من الجهود التي تحاول إيصال الرسالة الحق للإعلام، ولكن للأمانة نبين أحد أهم أدوار الإعلام الرياضي حتى لو تناساه الإعلام نفسه.