قتل 11 مدنيا على الاقل وجرح عشرات آخرون امس بنيران قوات الامن في مدينة حماة السورية التي يطوقها الجيش بعدما شهدت الجمعة تظاهرة هي الاضخم منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، كما افاد ناشطون حقوقيون. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن نقلا عن مصادر طبية "ان 11 شخصا قتلوا بنيران الامن السوري واصيب اكثر من 35 اخرين بجروح". واضافة الى هذه الحصيلة تم العثور على جثة شاب في نهر العاصي قتل ذبحا. واشار عبد الرحمن الى ان المصادر الطبية ترجح ارتفاع حصيلة القتلى نظرا الى ان "بعض المصابين جروحهم خطيرة". وكانت حصيلة سابقة اوردها المرصد تحدثت عن مقتل "ثلاثة اشخاص بنيران قوات الامن، واصابة اكثر من 28 آخرين بجروح" في هذه المدينة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، وذلك "اثر سماع إطلاق نار كثيف ظهر امس في عدة احياء من حماة بينها دوار المحطة ونزلة الجزدان والعلمين والفراية وطريق حلب". وتأتي هذه التطورات فيما استنفر اهالي حماة لحماية مدينتهم حيث اقاموا حواجز ترابية ومتاريس من الاطارات في الشوارع كما امضى بعضهم ليل الاثنين الثلاثاء في الشارع. وانتشرت بعض الدبابات صباح امس على المداخل الجنوبية والشرقية والغربية لمدينة حماة، بحسب ناشطين. وكان ناشط حقوقي اكد الاثنين نقلا عن مصادر طبية في حماة "مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل" خلال مداهمات لقوات الامن السورية قامت خلالها باطلاق النار. واشار الناشط الحقوقي الى ان "الحلول الامنية التي تتبعها السلطات السورية لن تجدي لان اهالي المدينة متحدون للدفاع عن مدينتهم حتى الموت"، مضيفا ان "اهالي حماة يرفضون السماح بدخول الجيش الى مدينتهم ويشددون على سلمية تحركهم". من ناحية اخرى شارك حوالي 300 شخص مساء الاثنين في لقاء عام في باريس للاحتجاج على قمع التظاهرات في سوريا ودعم المعارضة وهي القضية التي لم تتمكن حتى الان من تحريك المجتمع المدني في الدول الغربية كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. والقت عدة شخصيات كلمات مثل رئيس الوزراء الفرنسي السابق الاشتراكي لوران فابيوس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية اكسيل بونياتوفسكي في هذا التجمع الذي نظمه المثقف الملتزم برنار هنري-ليفي في قاعة سينما باريسية. واعرب جميع الحاضرين عن استيائهم من ضعف امكانات الغربيين للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد وخصوصا معارضة روسيا لاعتماد قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري. ورأوا ان عجز الغرب يتناقض مع التدخل في ليبيا ويعطي الانطباع باعتماد سياسة "الكيل بمكيالين". وقال برنار-هنري ليفي "اشعر بهذا الامر بمرارة كبرى". من جهته قال اكسيل بونياتوفسكي "ليس هناك توافق دولي على ادانة سوريا. وطالما ان الجامعة العربية لم تدن سوريا، لن يكون لدينا قرار في مجلس الامن". ورأى لوران فابيوس "اذا لم يتم القيام بشيء في سوريا، فعلينا ان نتساءل حينئذ ماذا نفعل في ليبيا" داعيا الى تشديد العقوبات.