قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس الجمعة ان "الوقت ينفد" بالنسبة الى النظام السوري، منددة في الوقت نفسه بأعمال العنف الجديدة في حلب، ثاني اكبر المدن السورية. واشارت كلينتون التي تقوم بزيارة الى فيلنيوس الى مهاجمة متظاهرين "بالسكاكين"، ونددت ب"غياب الانسجام" في سياسة دمشق التي سمحت بعقد اجتماع للمعارضة قبل ان تمارس اعمال قمع جديدة. وقالت "لقد صدمت بالمعلومات الاخيرة حول استمرار اعمال العنف على الحدود وفي حلب حيث تعرض متظاهرون للضرب وللمهاجمة بالسكاكين من قبل مجموعات منظمة من قبل الحكومة وقوات الامن". واضافت "من الواضح ان الوقت ينفد بالنسبة الى الحكومة السورية"، واعطت النظام السوري الخيار بين "عملية سياسية جدية" او "مقاومة تزداد تنظيما". وختمت كلينتون بالقول "نحن نتوقع افعالا لا اقوالا ولم نر ما يكفي منها بعد". الى ذلك كشفت صحيفة الغارديان أمس الجمعة أن الولاياتالمتحدة تضغط على المعارضة السورية لإجراء حوار مع الرئيس بشار الأسد، مع بروز تفاصيل عن خارطة طريق مثيرة للجدل حول الاصلاحات من شأنها أن تتركه بالسلطة في الوقت الراهن على الرغم من المطالبة برحيله بالاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر في المعارضة السورية إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية يشجعون سراً مناقشة مسودة وثيقة غير منشورة جرى تعميمها بمؤتمر المعارضة الذي انعقد بدمشق الإثنين الماضي، غير أن واشنطن تنفي دعمها لهذا التوجه. واضافت أن الرئيس الأسد سيشرف على ما تعتبره الوثيقة "الانتقال الآمن والسلمي إلى الديمقراطية المدنية"، والتي تدعو إلى "تشديد السيطرة على قوات الأمن وتفكيك عصابات الشبيحة المتهمة بارتكاب فظائع بحق المتظاهرين، ومنح الحق بتنظيم المظاهرات السلمية، والحريات الاعلامية، وتعيين جمعية وطنية انتقالية". واشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة تطالب أيضاً ب "اعتذار واضح وصريح، ومحاسبة المؤسسات والأفراد الذين فشلوا باستيعاب الاحتجاجات المشروعة، وتعويض أسر الضحايا، واخضاع حزب البعث الحاكم لقانون جديد للأحزاب السياسية على الرغم من منحه حق ترشيح 30 عضواً من أصل 100 عضو في الجمعية الوطنية الانتقالية المقترحة، على أن يتم تعيين الأعضاء السبعين الآخرين من قبل رئيس الجمهورية بالتشاور مع مرشحي المعارضة". وقالت إن خطة خارطة الطريق وقّع عليها لؤي حسين ومعن عبد السلام، المثقفان العلمانيان بمجموعة تسمى لجنة العمل الوطني، واللذان قابلا نائب الرئيس فاروق الشرع قبل الخطاب الأخير للرئيس الأسد وترأسا اجتماع المعارضة السورية بدمشق الإثنين الماضي.