الادخار من أهم القضايا التي ركز عليها الفكر الاقتصادي، بل إنه ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية. ويعتبر من الأمور التي نبه إليها ديننا الحنيف في تنظيم حياة الأفراد والمجتمعات. وقد تحدث العلماء عن أهمية الادخار في الفكر الاقتصادي، إذ يقول آدم سميث أحد أصحاب مذهب الحرية الاقتصادية: "إن الاهتمام الواضح بالادخار واستخدامه المثمر يكون نموذجاً لزيادة الثروة والازدهار، ويقوم ذلك على التراكم الرأسمالي. ولكي يتحقق هذا التكوين لا بد أن يسبقه الادخار". لأنه يهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وزيادة الثروات عند الفرد والأسرة، ويكون أيضاً وسيلة لتمويل المشروعات الاستثمارية. وبذلك يؤدي الادخار إلى الاستفادة منه في الاستثمار، والذي يعتبر أحد الأوعية الاستثمارية الناجعة للأموال المدخرة، لاستثمارها مثلاً في أسهم الشركات التي يديرها مختصون يفقهون كيفية التعامل مع المخاطر الناجمة عن الآثار التي قد تحدث على الاقتصاد بشكل عام سواءً داخلية أو خارجية، وتوظيفها بطرق سليمة كي تجنب المستثمرين المخاطر المالية وتبعاتها، ولكن الاستثمار في الصناديق لا يقل عن ثلاث سنوات لمتوسطي الأجل، بحسب رأي النخب الاقتصادية. ربما سأل سائل، ماذا جنينا من استثماراتنا في سوق الأسهم والصناديق خاصةً بعد انهيار فبراير 2006 وانكشاف المستور؟، وهذا سؤال منطقي ولكن الأمر يعود أولاً: إلى أن الكثير من إدارات الصناديق تعاملت معها بعقلية المضاربة الطائشة لا بمنطقية الاستثمار الأمثل في الشركات ذات العوائد المجزية، والتي نتج عنها خسائر فادحة بسبب العقول الخاوية الطامعة بالعمولات.. ربح من ربح وخسر من خسر! ثانياً: المستثمر - وهذا محور اهتمامنا - يتحمل الجزء الأكبر، لأنك لم تحدد أهدافك المالية، وما مدى مخاطرتك إما بنفسك أو بمساعدة خبراء ماليين؟ ومتى تريد المال؟ وما مدى المخاطرة التي قد تتحملها؟، وبذلك تكون أكثر قرباً من خياراتك. تختلف الاستراتيجيات الاستثمارية، بحسب الأهداف التي وضعت لأجلها، وبناء على تلك الأهداف يمكنك أن تحدد أيها أنسب لك. يجب أن يدرك المستثمر أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المخاطر والعوائد، فكلما ارتفعت مخاطر الاستثمار ارتفعت العوائد المحتملة وأصبحت مناسبة أكثر كاستثمارات طويلة الأجل، علماً بأن ثمة مخاطر أولهما: أن يكون لديك بعض التحكم بمقدار المخاطرة التي يمكنك تحملها في محفظتكم الاستثمارية، وثانيهما: ألا يكون بإمكانك التحكم فيها، مثل المخاطر الناتجة عن ارتفاع أسعار الفائدة، أو الوضع الاقتصادي، أو الظروف السياسية. تنبع أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية من القول المعروف "لا تضع كل البيض في سلة واحدة"، ومن المعلوم أن الفئات المختلفة من الأصول الاستثمارية تتفاعل بطرق مختلفة تجاه نفس ظروف السوق، لذا ينبغي للمستثمر أن يحرص على تنويع استثماراته.