ما قام به خريجو أكاديمية الفيصل العالمية عندما التحقوا ببرنامجها للحصول على دبلوم اللغة الانجليزية التي وعدوا في الإعلان عنها بوظيفة معلمين في وزارة التربية والتعليم.. ما قاموا به يومها كان تصرفاً راشداً عاقلاً واعياً فهم قد حددوا هدفهم للحصول على هذا الدبلوم الذي تم اعتماده من جامعة معروفة وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وكي يتحقق الهدف كان لابد من توفير مبالغ الرسوم الدراسية في الأكاديمية لمدة عامين بمبلغ 25,000 ريال لكل طالب. اعلانات الدبلوم في الصحف كانت توضح بأن هذا الدبلوم معتمد من وزارة الخدمة المدنية وفق لوائح التوظيف الخاصة بالمعلمين. لم تكن هناك (سرية) في هذا الإعلان ولا في بدء دراسة الدبلوم.. ولا في محتويات هذا الدبلوم التي نشرت في بعض الصحف.. وعندما تحقق الهدف وهو الحصول على الدبلوم الذي صُمم كي يمكّن خريجيه من تدريس اللغة الانجليزية للصف السادس الابتدائي أي بداية تعلم هذه اللغة تماماً مثل متطلبات السنة الأولى الابتدائية للتعليم في مدارسنا.. عندما تحقق الهدف، لم تكن النتيجة التي حصلوا عليها تطابق ما واجهتهم به وزارة التربية والتعليم.. كان مناقضاً لما قيل مسبقاً عبر احد مسؤولي هذه الوزارة - كما ذكر هذا الأستاذ محمد الأحيدب في مقالته المنشورة في صحيفة الرياض في تاريخ 12/11/2004م - قال هذا المسؤول لصحيفة عكاظ ان الفرصة ستتاح للحاصلين على دبلوم اللغة الانجليزية وكليات المعلمين لتدريس هذه المادة. وأيضاً صمت الوزارة طوال مدة دراسة هذا الدبلوم وعدم إبداء وجهة نظر معارضة، كما انها في الوقت نفسه لم يكن لديها أي استراتيجية معلن عنها لكيفية توفير معلمي هذه المادة طوال المدة الفاصلة بين إيقاف قرار وزير التربية والتعليم لتدريس اللغة الانجليزية وبين إعادة إصدار القرار.. عامان كاملان!! لم تجهز الوزارة من سيقوم بتدريس هذه المادة.. ثم ترفض تعيين هؤلاء الخريجين.!! بالطبع لن أعيد سرد قضية أصبحت معروفة لدى الجميع وحالياً هي مرفوعة لديوان المظالم.. وهو الجهة التي أحسن هؤلاء الخريجون أن لجأوا اليها بعد الله سبحانه وتعالى بعد أن اغلقت أمامهم ابواب الوزارات ذات العلاقة والجهات المسؤولة عن هذا الوضع الذي هم فيه الآن. وكم أحيي فيهم همة مواصلة المشوار والمطالبة بحقوقهم وتحركهم في كل اتجاه من مناشدة منشورة في الصحف دفعوا قيمة نشرها .. ومن مواصلة اللقاءات مع المسؤولين الذين كانوا جزءاً مهما من قضيتهم بل ما أخشاه أن يتحول هؤلاء المسؤولون من مدافعين عنهم إلى مناهضين لقضيتهم إذا ما تشبث بعضهم بموقفه واعتبر أن إيفاء هؤلاء الخريجين حقوقهم هو هزيمة له!! كما كانت الحال مع وزارة التربية والتعليم منذ بدء القضية.. وكنت أستغرب من هذا (التعنت) في تعامل مسؤولي الوزارة معهم و(تناقض) قراراتها و(تضارب) تصريحات مسؤوليها. ٭٭ ما يهم الآن أن القضية نظرت فيها الدائرة الإدارية الأولى في ديوان المظالم في الرياض في يوم الأحد 22/3/1426ه وكما نشر عنها في معظم الصحف يومها وعلى لسان محامي الدفاع عن هؤلاء الطلاب خريجي أكاديمية الفيصل العالمية الأستاذ هزاع سعود الفغم أن القضية تتركز على ثلاثة محاور فتشمل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كونها صاحبة الإعلان وما جاء فيه من معلومات تعتبر بمثابة (العقد) بينها وبين الطلاب.. وتشترك معها وزارة التربية والتعليم في رفض توظيفهم ومخالفتها لائحة الوظائف التعليمية وعدم التزامها كجهة اشرافية على اكاديمية الفيصل، إضافة إلى أن الوزارة خالفت لائحة الوظائف التعليمية التي تعطي الحق لحملة الدبلوم في التعيين على المستوى الثالث. واشتركت وزارة الخدمة المدنية والتي تعد الجهة الرقابية لتطبيق الأنظمة في القضية إثر تصريحها بأن تلك الوظائف التي سيعين عليها الطلاب تعادل المرتبة السادسة وبعد ذلك اكتشف انها غير مصنفة.. ولم تنكر الوزارة ذلك في الوسائل الإعلامية.. وكما ذكر محامي الدفاع أن وزارة الخدمة أكدت التزامها بالأحكام القضائية كافة التي سيصدرها الديوان في قضية الطلاب. وكما وضح ان (القضية وطنية) وستوضح مدى مصداقية والتزام الجهات الحكومية بعقودها.. ومدى التزامها بالعقود الموقعة سواء مع أفراد أو جماعات أو مؤسسات وهو ما حصل مع الطلبة المتضررين.. فقد تعثر توظيفهم في أي وظيفة من وظائف القطاع الحكومي الذي كان الاعلان (يوضحها) من ودفعوا مبالغ مالية في ظل تأكيدات الوزارة بتعيينهم وتوظيفهم ولكن قوبلوا بعدم النظر في ايجاد حلول لهم في كافة الجهات الحكومية. اليوم سيعاد النظر في قضيتهم بعد أن تأجل البت فيها يومها.. وجميعنا يأمل في إنصاف هؤلاء الطلاب.. وجميعنا ينتظر حكم القاضي في ديوان المظالم في قضية عاشها المجتمع مع هؤلاء الطلاب الذين هم ضحية ثقتهم بهذه الجهات.. دفعوا مبالغ طائلة تجاوزت الأربعين مليونا .. وإذا ما تم حساب جميع ما دفع من رسوم لهم ولمن تلاهم فسنجدها قد تصل إلى السبعين مليون ريال!!. دفعوها كي يحققوا (هدفهم) وكي (ينالوا) نتيجة وهي خدمة وطنهم.. سواهم لا يدفع ريالاً كي يحصل على التدريب والوظيفة.. وهم في هذه المعاناة منذ عامين تقريباً.. الجهات الحكومية وسواها لم يتضرروا.. ولكن هؤلاء الطلاب هم (المتضررون).. ولهذا فالأمل في (إنصافهم) هو المرجو من ديوان المظالم. ٭ لا يضيع حق وراءه مطالب.. ولا يضيع حق بين يدي قاض عادل.