اختتم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل زيارته الرسمية لجمهورية سنغافورة يرافقه وفد من هيئة الاستثمار وهيئة المدن الاقتصادية والتي امتدت لثلاثة أيام، قام خلالها بعدة نشاطات تتعلق بتنمية الاستثمار بمنطقة حائل، حيث اشتملت الزيارة على عرض للفرص الاستثمارية في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل حضره كبار رجال الأعمال السنغافوريين. وقد تضمن عرض سموه شرحا مفصلا عن مشاريع البنية التحتية في المدينة والتي تشمل مطار حائل الدولي باعتباره أول مطار خاص في المملكة، وسيكون ذا أهمية قصوى للمدينة التي يخطط أن تكون مجمعا لوجيستيا يتم بناؤه طبقاً لأعلى المواصفات والمعايير العالمية، وقد تضمن العرض شرحاً وافياً عن الميناء الجاف في المدينة والذي سيكون محطة تخزين للبضائع المصدرة برياً، بالإضافة لمشروع قطار الشمال الذي يمر بمحطة في الميناء الجاف. كما أشار سموه خلال العرض إلى خطة التنمية البشرية في منطقة حائل والتي تتماشى مع إستراتيجية الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ومنها جامعة حائل والمعهد التقني المقرر إقامته في المدينة الاقتصادية. وفي نهاية اللقاء تم تقديم عرض مرئي عن منطقة حائل بصفة عامة والمدينة الاقتصادية بصفة خاصة، وقد حظي العرض باهتمام رجال الأعمال السنغافوريين الذين أبدوا رغبتهم في الاستثمار بالمملكة. من جهة ثانية قام سموه بزيارة هيئة تطوير وإعادة تنظيم الأراضي السنغافورية للاطلاع على مراحل تطوير الجزيرة منذ أن رسم خطوطها العريضة السير توماس رافلز حتى يومنا هذا، وتجول سموه في معرض هيئة التطوير واستمع إلى شرح مفصل عن طرق ردم البحر لزيادة المساحة السكنية والتخطيط العمراني المستهدف لسنغافورة على مدى العشر سنوات القادمة. تلا ذلك مقابلة سموه في قصر الحكم السنغافوري لكبير وزراء الدولة الفخري جوه تشوك تونج تلبية لدعوته الرسمية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية سنغافورة الدكتور جميل بن محمود مرداد والوفد المرافق لسموه، وتم مناقشة العديد من المواضيع ذات الاهتمامات المشتركة ومنها تشجيع الاستثمار، زيادة عدد السياح وتبادل الخبرات في عدة مجالات بين البلدين الصديقين، وفي نهاية اللقاء، قام سموه بتقديم هدية تذكارية لكبير الوزراء الفخري واقترح على جوه تشوك تونج زيارة مدينة حائل في أقرب وقت ممكن. كما زار سموه بعد ذلك جزيرة جورنج الصناعية للاطلاع على النهضة الصناعية والتطور التقني اللذين شهدتهما سنغافورة خلال الخمسة وأربعين عاماً الماضية، حيث استمع إلى شرح تفصيلي عن المدينة الصناعية وتجول في العديد من المصانع البتروكيماوية ومصافي تكرير النفط. يذكر أن سنغافورة تحتل المركز الثالث عالمياً في تصفية وإعادة تكرير النفط ومشتقاته، وتسعى الآن إلى أن تكون في مقدمة دول العالم في الاستيراد وإعادة تصدير الغاز الطبيعي. كما زار سموه كلية التعليم التقني السنغافورية "آي تي إي"، للاطلاع على آخر المستجدات والاستفادة من الخبرة السنغافورية في مجال التعليم المهني والتقني، وقد قام مسئولو الكلية التقنية بتقديم شرح مفصل عن الكلية وطرق التدريس المتبعة، لتأهيل قوى عاملة ذات كفاءة عالية قابلة للتوظيف وداعمة للاقتصاد الوطني، وقد اطّلع سموه خلال زيارته على عدد من الفصول الدراسية والمعامل التقنية المتخصصة في المجالات المتعددة مثل قسم التمريض والعناية المركزة، صيانة معامل ومصافي تكرير النفط والمضخّات الكهربائية وأجهزة التكييف، صيانة السيارات والمعدّات، بالإضافة إلى صيانة مصانع تحلية المياه والكهرباء.