أعلن فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان عبر موقعه الإلكتروني إيضاحًا حول ما تناقله بعض المواقع حول هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي بثّ في إحدى الحلقات الاذاعية في شهر رمضان المبارك. وأشار الدكتور العبيكان الى إنه في تلك الحلقة أثنى على جهاز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيّن الجهود الكبيرة لهذا الجهاز والتي منها القبض على بعض مروجي المخدرات والسحرة والمشعوذين مما جعلني أثناء عملي قاضيًا في المحكمة الكبرى بالرياض أثني على جهودهم أمام المدعي العام من قبل مكافحة المخدرات، وقلت في البرنامج: إن تسمية جهاز الهيئة بمسماها الحالي ليس مناسبًا لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة كل مسلم كما قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. لكن استعمال اليد لمن له السلطة، واقترحت أن يغير مسمى الجهاز وأن يدعم ليصبح وزارة تسمى وزارة الحسبة ويسمى العضو فيها المحتسب فيوافق ما جاء في كتب أهل العلم مثل الأحكام السلطانية والحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية واقترحت أن يعطى من الصلاحيات أكثر مما هو موجود في الوقت الحاضر ولو بعض ما ذكر العلماء أنه من اختصاص أهل الحسبة مثل مراقبة الأسواق لمنع بيع ما يخالف الشرع والاحتكار والمغالاة في الأسعار وأيضًا قبض الزكاة ممن تجب عليهم. وطالبت بإقامة دورات تدريبية مكثفة للأعضاء يدرسون فيها فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل انتظامهم في العمل الميداني، وذكرت أنه لا يجوز القدح في الجهاز لوجود بعض الأخطاء ممن ينتسبون إليه فكل جهاز يحصل فيه ذلك ومن أسباب حصول الأخطاء أن بعض أعضاء الهيئة كان منحرفًا ثم تاب والتحق بالعمل في هذا الجهاز ولا يضيره ذلك فقد كان كثير من الصحابة رضي الله عنهم مشركين ثم أسلموا ولم يؤثر ذلك على إسلامهم، ولكن بسبب ذلك يحصل لهؤلاء الحماس الزائد الذي يحملهم على التسرع في طريقة معالجة المنكر فيحصل منهم الاندفاع والغلظة والتجاوز للحدود الشرعية في إنكار المنكر والخطأ حاصل من كل احد، ولم أقدح فيهم بسبب ماضيهم وإنما ذكرت سبب الاندفاع. ويعلم العاقل أن ما ذكرت من الاقتراحات ودعم الجهاز وتحويله إلى وزارة ورفع مكانة العاملين فيه يعتبر دعمًا للجهاز ومنسوبيه وثقة في أهميته وليس كما يفهم البعض أنه قدح فيه أو إلغاء له، فهل يفهم عاقل أن تحويله إلى وزارة يعتبر إضعافًا له؟ لا أظن عاقلًا يفهم إلا الدعم والله حسيب كل مغرض وحاقد وحاسد ومن يريد تشويه السمعة وأقول لهؤلاء الحاقدين المغرضين كيف تدعون هذه الدعاوى الباطلة وتتهمونني هذه الاتهامات الكاذبة وأنا ولله الحمد الذي سعيت بكل قوة في دعم الهيئة عندما كانت في فترة تعاني من الدعم حتى إنه لم يقرر في ميزانيتها تلك السنة إلا شراء أربع سيارات فقط، كما أنه ليس لها رئيس وإنما كلف الوكيل بإدارة الجهاز، فتم بعون الله تعالى ثم جهودي مع سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أجزل الله مثوبته تزويد جهاز الهيئة في الحال بتسعين سيارة جمس جديدة من حساب الملك فهد رحمه الله وتعيين رئيس لها ودعمها بالوظائف وغيرها. وعزاؤنا أن هذه سنة ماضية فيما حصل للرسل وأتباعهم من الأئمة والمصلحين الذين تعرضوا لأنواع الأذى والافتراءات والوصف بالكذب وغير ذلك من الأوصاف القبيحة ولكن الله عز وجل يرفعهم أكثر وأكثر بما يواجهونه من ذلك، وهذان رابطا الحلقتين للاستماع والتحقق من صحة ما أقول.