لا يصدق من شاهد مدرب الاتحادي البلجيكي ديمتري بعد مباراة فريقه الأخيرة مع الهلال في إياب نصف نهائي كأس الملك أن هذا الرجل يسير في عقده السابع من عمره؛ إذ ظل يقفز في الهواء ويؤدي بعض الحركات الأكروباتية كصبي صغير؛ معبراً بذلك عن فرحته بالتأهل للمباراة النهائية، ولعل ذلك ما جعله يرفض بعد تلك المباراة تحديداً وصف (العجوز) الذي ظلت تصفه به الصحافة السعودية. ديمتري أو (الداهية) كما يصفه الاتحاديون يبلغ اليوم ال 67 عاماً، وهو ما يعني أنه مدرب خبير بكل معنى الكلمة؛ لكنه قبل ذلك فهو خبير بالاتحاد تحديداً إذ يشرف على تدريبه للمرة الخامسة، بعد أن تعرف عليه أول مرة في العام 2006، وقد ارتبط معه من ذلك العام بعلاقة وطيدة جعلته المدرب الأكثر انجازاً في تاريخ (العميد)؛ إذ حقق معه 8 بطولات ما بين محلية وخارجية. ويرتبط الاتحاديون بكافة شرائحهم بعلاقة حب وثيقة مع المدرب البلجيكي الذي أعاد الفريق لساحة البطولات من أوسع أبوابها حينما حقق معه موسم 1996-1997 ثلاث بطولات عرفت ب "ثلاثية القرن" حيننا ظفر بالبطولات المحلية الثلاث (كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد)، ليعود بعد موسم واحد فقط ليحقق مع النادي في موسم 1997-1998 أربع بطولات عرفت ب "رباعية القرن) عندما حقق كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس الأندية الخليجية، وكأس الأندية الآسيوية، وبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. ولم تكن علاقة ديمتري مع الاتحاد كلها بالطعم الشهد إذ سبق لديمتري أن فشل في بعض المحطات له مع الاتحاد ما استدعى رحيله عن الفريق قبل إتمام مهمته كما حدث في موسم 1999-2000 حينما اختلف مع الإدارة، ليرحل عن النادي ويمكث طويلاً بعيداً عنه قبل ان يعود في موسم 2006-2007 ليخسر معه الفريق ثلاثة نهائيات (البطولة العربية، وكأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد) قبل ان ينجح في انهاء موسمه بتحقيق بطولة الدوري في النهائي الذي جمعه بالهلال. وعاد ديمتري للاتحاد هذا الموسم بعد تجربتين مريرتين خاضهما الفريق مع المدربين البرتغاليين مانويل جوزيه، وتوني أوليفيرا إذ تسببتا في فقدانه لبطولة الدوري، وكأس ولي العهد، وظهوره بظهر مهزوز لا يليق به، وهو ما استدعى التعاقد معه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خصوصاً وأن الفريق كان قد دخل منطقة الحسم في دوري أبطال آسيا بمواجهته للهلال في دور ال16 لدوري أبطال آسيا، وهي المباراة التي لا تعويض فيها فإما التأهل أو مغادرة البطولة ، وقد فعلها ديمتري حينما قاد الفريق لفوز كبير على الهلال بنتيجة 3-1، ليواصل رحلة التألق معه في كأس الملك إذ قاده للنهائي بعد أن عبر النصر في دوري ال8، والهلال في نصف النهائي ليجد نفسه أمام غريمه الأهلي الذي تجمعه معه مواقف لا تنسى؛ إذ خسر في مواجهته آخر نهائيين خاضهما مع الاتحاد حينما هزمه في موسم 2006- 2007 في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بنتيجة 3- صفر، وفي نهائي كأس ولي العهد بنتيجة 2-1، وهو ما يجعله اليوم يدخل المباراة راغباً في رد اعتباره وتحقيق البطولة التاسعة.