أعيد أمس الأحد انتخاب محمد موساوي رئيسا للمجلس الوطني للديانة الإسلامية، وشارك في عملية انتخاب هذه أعضاء مجلس إدارة المجلس الذين كانوا قد اختيروا في غالبيتهم من قبل الجالية الإسلامية في انتخابات حصلت يوم الخامس من الشهر الجاري. وانتخب دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير رئيسا شرفيا للمجلس الذي تأسس عام ألفين وثلاثة لتسهيل العلاقة بين المسلمين الفرنسيين أو المهاجرين المسلمين المقيمين في فرنسا من جهة والمؤسسات الإدارية والسياسية الفرنسية من جهة أخرى في ما يخص الشعائر الدينية، ويبلغ محمد الموساوي من العمر السابعة والأربعين، وهو من يحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية. وحسب معومات مؤكدة حصلت عليها "الرياض" اتضح أن تعيين دليل بوبكر رئيسا شرفيا للمجلس جاء في إطار المساعي التي تبذلها السلطات الفرنسية للحيلولة دون تعطيل عمل المجلس بسبب الخلافات الكبيرة بين المشرفين على المنظمات الإسلامية الفرنسية، بل إن الفيدرالية الوطنية لمسجد باريس الكبير واتحاد المنظمات الإسلامية قاطعا انتخابات المجلس هذه السنة احتجاجا على سياسة رئاسته وعلى سياسة الحكومة الفرنسية تجاه الإسلام والمسلمين. ومن أوجه هذه السياسة الجدل الذي أثاره الحزب الحاكم في شهر أبريل الماضي حول علاقة الهوية الفرنسية بالإسلام والمسلمين، وعد عدد من قياديي المنظمات الإسلامية الفرنسية أن افتعال هذا الجدل كان الهدف منه الركض وراء أصوات اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى العام المقبل. وكان دليل بوبكر أحد هؤلاء القياديين، والملاحظ أن بوبكر كان أول رئيس للمجلس بعد إطلاقه عام ألفين وثلاثة، واضطلع الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي بدور كبير في إنشاء المجلس.