في الفناء الصغير بمخيم بوينيوجون للاجئين ينتظر عشرات الاطفال في صبر دورهم في ركوب الارجوحة في حين يتابع البالغون في الخيام المخصصة لمشاهدة التلفزيون الاحداث في سوريا التي فروا منها. تؤوي الخيام وعددها 600 نحو 3500 شخص وهم حوالي الثلث من عشرة الاف لاجئ تدفقوا من شمال سوريا على تركيا خوفا من بطش حملة دموية يشنها الرئيس السوري بشار الاسد. في كل مكان تجد اطفالا بما في ذلك الرضع بين اذرع ابائهم. ومع ارتفاع حرارة الشمس يحتمي اللاجئون داخل الخيام او يجلسون تحت بطاطين معلقة بينها. وقال لاجئ مسن اكتفى بتعريف نفسه باسم آدم بينما كان يتحدث بعجلة وانفعال "المظاهرات السلمية بدأت في جسر الشغور قبل ثلاثة اشهر. ثم بدأت الاعتقالات والتعذيب. "كنا نردد الاناشيد الوطنية ونستخدم الرسوم الكاريكاتورية لانتقاد الاسد. ثم بدأت قوات الامن اعتقال الناس.. وانا احدهم." وقال آدم ان القوات ضربته على ظهره ورأسه بأعقاب اسلحتها وعصبت عينيه وقيدته ثم ضربته وآخرون بكابلات كهربائية. واضاف "مررو الكهرباء بين اصابع قدمي. وتعرضت للتعذيب ايضا. طلبوا اسماء الناس الذين شاركوا في المظاهرات." وقالت امرأة عمرها 61 عاما وهي ايضا من جسر الشغور للصحفيين ان الناس كانوا يحتجون كل جمعة لكن قوات الامن بدأت في اطلاق النار من الطائرات الهليكوبتر. واضافت "كنا خائفين جدا لدرجة اننا هربنا الى قرية الحسينية. مكثنا هناك عشرة ايام قبل ان نأتي الى هنا... بعض المسنين لم يتمكنوا من مغادرة البلدة ... بقوا في اوضاع مزرية. "بعدما غادرنا سمعنا ان الجيش اخذ الناس من القرى الى المنازل والمتاجر المخلاة ثم احضر الكاميرات وابلغ العالم اجمع انه لا توجد مشكلة." وفي بوينيوجون جلس الرجال يدخون في مجموعات والنساء يغسلن الملابس القليلة التي احضرنها. وبدأ الاطفال يرددون بيانات مناهضة للاسد ويشيرون بعلامات النصر. وارتفع صوت قنوات الاخبار العربية من الخيام المخصصة للتلفزيون. وقال مسؤول من الهلال الاحمر التركي "الان الناس راضون بوضعهم لأن الأمور خطيرة جدا في بلادهم وهم لا يريدون العودة. بعضهم يعاني من كرب ما بعد الصدمة لذلك نقدم لهم دعما نفسيا." واضاف ان ثلاثة رضع ولدوا في مخيم بوينيوجون منذ افتتح في العاشر من يونيو/ حزيران. وتابع "نريد ان نبني ملاعب اخرى للاطفال لكن لم يتبق لدينا اي مساحة. لا نتوقع قدوم اشخاص كثيرين."