العمل الاجتماعي أحد أهم العلوم الاجتماعية التي اهتمت بالانسان، وارتبط العمل الاجتماعي بالتاريخ الانساني منذ القدم باعتبارها مهنة تركز على تحقيق بعض الاهداف التي تصب في تحسين الظروف الانسانية ودعم كافة السبل والامكانات التي توفر ظروف حياتية أفضل وترسي دعائم العدالة الاجتماعية. فالخدمة الاجتماعية تركز أسسها ونظرياتها على أن الانسان كائن اجتماعي يساهم بشكل أو بآخر لدفع عجلة النموا في المجتمع وأنه (اي الانسان) يمثل الثروة الحقيقية للمجتمع، حيث يكتسب أفراده خصائصهم السلوكية من خلال تفاعلهم مع الجماعات وفق اطر من العادات والتقاليد والاعراف وهي بذاتها تشكل ثقافة الفرد وحركة المجتمع، والخدمة الاجتماعية في مفهومها الشامل والمعاصر: هي مهنة تستند على نظريات علمية وأساليب مهنية يتعلمها الاخصائيين الاجتماعيين والذين هم يمثلون قوة الاصلاح الاجتماعي للمجتمع, لاسيما أن وجودهم جاء نتيجة حتمية لتلبية احتياجات إنسانية فهم أخصائيون اجتماعيون يملكون من القدرات والمهارات ما يمكنهم من تذليل الصعوبات وحل المشكلات الاجتماعية التي قد تواجة بعض أبناء المجتمع, وكما نعلم أن مجتمعنا السعودي كأي مجتمع آخر يتأثر بمن حولة من المجتمعات وأخص بالذكر مجتمعنا عندما تعرض للطفرة في السبعينات فتلك الفترة قفزنا فيها قفزات متقدمة في شتى مجالات الحياة, الا أن هذه القفزات خلفت وراءها فجوة كبيرة نتيجة لرياح التغيير التي لم تتوافق والتغيرات الفكرية العلمية الثقافية, لذا برزت على ابناء هذا المجتمع العديد من الظوهر الاجتماعية الخطيرة وعلى سبيل المثال أذكر بعضا منها. إدمان المخدرات .... العنف الاسري... ارتفاع نسبة الطلاق.... الامراض المزمنة ... وحوادث الطرق.... إلخ فبكل التقدير هي خطوة رائدة وهامة ذلكم الأعداد والتنظيم الجيد لهذا الملتقى الاجتماعي الحيوي ملتقى (الخدمة الاجتماعية في المحاكم الشرعية في المملكة العربية السعودية ). تسجل للقائمين علية (وزارة العدل ,جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية ). حيث نرى ونلمس العمل الاجتماعي في أروع خطواته حيث يوظف جوانبة العلمية والمهنية لممارسة التوجية والارشاد بهدف رفع درجة الوعي الاجتماعي وتنمية قدراتنا وأمكاناتنا كي نستطيع أن نشمر عن سواعدنا ونضع الحلول لمشاكلنا الاجتماعية والنفسية كي نلحق بالركب, ونحن نستمتع بالرفاهية والعيش الكريم ونصبح جميعا أفرادا منتجين داعمين لعملية النمو والتقدم والازدهار لهاذا الوطن الغالي في ظل قيادتنا الرشيدة وأبناء الوطن المخلصين. وليكن لنا شرف الفوز بالآية الكريمة (وقل أعملو فسيرى الله عملكم ورسولة والمؤمنون).. وقول رسولنا الكريم (لأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة - شهرا ) أرجومن الله مزيداً من التوفيق لكل القائمين على هذا الملتقى متمنيا أن يكون نواة إيجابية نخرج من خلالها بصياغة ميثاق أخلاقي لمهنة الخدمة الاجتماعية كما نأمل من القائمين على هذا العمل ألا تذهب جهودهم سدى ولا تصبح حبرا على ورق وأن تترجم هذه الجهود الكبيرة لتلمس الواقع وأن يتبنوا إستراتيجية علمية جادة نستطيع من خلالها أن نواجه وبحزم كافة الظواهر الاجتماعية الخطرة التي تفتك ببعض أبناء هذا المجتمع. * أخصائي اجتماعي بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون