تحتفل المؤسسات الأكاديمية والمهنية في مجالات عمل مهنة الخدمة الاجتماعية بدول العالم في شهر مارس من كل عام باليوم العالمي لمهنة الخدمة الاجتماعية، وبمناسبة هذا الاحتفال ولتسليط الضوء على مهنة الخدمة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية تأتي هذه المقالة. فلقد أولت حكومة المملكة العربية السعودية التعليم في مراحله المختلفة جل اهتمامها وعنايتها منذ بداية تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ( طيب الله ثراه ) و استمر هذا الاهتمام حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ( أمد الله في عمره ) وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز (حفظهم الله) وجاء هذا الاهتمام مدروسًا مما ترتب علية نهضة تعليمية شاملة كمًا وكيفًا تسير في اتجاه مضطرد تنبئ بمزيد من التقدم الحضاري والاستثماري لطاقات هذا البلد .ولقد تبلور ذلك باهتمام المملكة بالتعليم العالي في مجالاته المتعددة ومنها مجال الخدمة الاجتماعية تعليماً وممارستها مهنيا عبر إسهامات الأخصائيين الاجتماعيين.فيما يشكل نهضة تطويرية ترتقي بالعمل الاجتماعي وتهتم بأفراد المجتمع وتوفر لهم كافة الاحتياجات الأساسية التي يطلبونها بما يجعلهم قادرين على الإسهام في تقدم المجتمع والارتقاء به علميًا ومهنيًا واجتماعيًا، وبناء نهضتهم التنموية الشاملة ومواجهة مشكلاتها التي تعترضهم ووضع الحلول الملائمة لها .وهناك العديد من العوامل التي أدت إلى ظهور مهنة الخدمة الاجتماعية بالمجتمع السعودي أهمها : • أن المجتمع السعودي شهد نمواً اقتصادياً كبيراً صاحبه تغير وتحول اجتماعي سريع انعكست آثاره على سلوك واتجاهات أفراد المجتمع وعلى طبيعة العلاقات التي تربطهم مع بعضهم البعض وعلى القيم والعادات والأنماط السائدة بمجتمعهم، لذلك كان ظهور الخدمة الاجتماعية كأحد التخصصات العلمية التي يحتاجها المجتمع السعودي أمرا مهما لتحقيق نوع من التوازن بين الجوانب المادية والمعنوية التي خلفتها تلك التحولات وتوفير المقدرة على حل أية مشكلة يمكن أن تنجم عن عدم التوازن بين جانبي التغير في المجتمع السعودي . • أن رعاية الإنسان السعودي هدف أساسي وإستراتيجية استوحت فيها المملكة العربية السعودية روح الإسلام ومبادئه وقيمة التي تأتي رعاية الإنسان وتكريمه على قمتها ومع انتعاش النهضة الاقتصادية بالمملكة وظهور التحولات الاقتصادية بها، اخذ الاهتمام يكبر بالناحية الاجتماعية حيث ظهرت الحاجة إلى شمولية أكثر في خدمات وبرامج الرعاية الاجتماعية.فتجلى الاهتمام بمجال الخدمة الاجتماعية وإنشاء مظلة الضمان الاجتماعي وتوفير الخدمات الأساسية لفئات المجتمع التي في حاجة إلى الرعاية مثل الفقراء والمسنين والمعوقين وغيرهم تحت مظلة جامعة للرعاية الاجتماعية تستند إلى فلسفة الإسلام وتعاليمه فيما يخص تقديم العون، وفي إطار ذلك كان اهتمام المملكة بالخدمة الاجتماعية كمهنة تستهدف توفير خدمات الرعاية الاجتماعية في المجتمع من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات المختلفة في كافة مجالات الرعاية الاجتماعية في إطار المعطيات الموجهة للرعاية في المجتمع ودعم الاستقرار الاجتماعي في مواجهة التغيرات الاجتماعية السريعة مسترشدة في تنظيماتها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. • اهتمامات المملكة الخاصة بالارتقاء بالجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها من الاهتمامات التي تسهم في تعزيز التنمية المحلية بالمجتمع السعودي، مما كان دافعاً من الدوافع لاهتمام المملكة بالخدمة الاجتماعية تعليماً وممارسة لإمكانية مساهمة الأخصائيين الاجتماعيين مع التخصصات الأخرى العاملة في مجالات الإنتاج والخدمات في إطار من التنسيق لتحقيق أهداف خطط التنمية في الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين ودعم الاستقرار الاجتماعي . - آفاق الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المملكة :- • تفعيل دور الخدمة الاجتماعية في تمكين المواطن من المشاركة الايجابية في جهود وبرامج التنمية بالمجالات المختلفة بالمجتمع السعودي . • تدعيم مفهوم المشاركة بين الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص والحكومة في عملية التنمية وتفعيل دور الخدمة الاجتماعية في برامج وخطط التنمية في اقتراح ووضع خطط وبرامج التنمية في ضوء دراسات علمية لواقع احتياجات المواطنين . • توظيف واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وأساليبها ومهارات ممارسيها ووضع أساليب واستراتيجيات جديدة لتطوير المهنة . • التعاون مع المهن الأخرى في توفير شبكات أمان اجتماعي فعالة كآلية من آليات الحد من الفقر وآثاره السلبية . • السعي إلى تحقيق المزيد من تكثيف العلاقة وسد الفجوة بين الأكاديميين والممارسين لتطوير التنظير ليكون أقرب إلى واقع المجتمع ،وتطوير الممارسة في المجالات المختلفة للخدمة الاجتماعية لتكون أكثر فاعلية . • إعداد نماذج مهنية ووطنية للخدمة الاجتماعية يتم اختبارها وممارستها لتجربتها ثم تعميمها في مجالات الممارسة للخدمة الاجتماعية . • تصميم دليل إرشادي محدد الأهداف لبناء قدرات الأخصائيين الاجتماعيين في كافة مجالات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية. أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى