الندية والحماس الذي طغى على الأداء النصراوي أمام مضيفه الاتحاد في مباراة الرد بينهما في كأس الأبطال، جاء معاكسا لتوقعات الكثيرين بخروج النصر بظروفه الإدارية والفنية وغياب لاعبيه لأسباب متعددة بهزيمة مذلة أمام حامل اللقب، فظهر لاعبو النصر على النقيض تماما، وكانوا اقرب لتحقيق الانتصار في أي لحظة من المباراة، ولم يكن ذلك سوى رسالة قوية لإدارة النادي بأن اللاعبين كان لديهم الإصرار والرغبة في تحقيق طموحات جماهيرهم العريضة، لولا معايشتهم للتخبطات الإدارية والفنية والفوضى التي وقع تحت وطأتها النادي ككل، خصوصا في الثلث الأخير من الموسم، والذي شهد انحدارا قويا في نتائج الفريق في الدوري وفي المسابقة الآسيوية. ويذهب كثير من المتابعين إلى أن خروج النصر خالي الوفاض من بطولات الموسم، بدأ منذ نهاية فترة التسجيل الثانية للمحترفين، عندما قررت الإدارة حينها تسريح مدرب الفريق الايطالي (الانضباطي) زينجا، واكتفت بتغيير عنصر أجنبي واحد من اللاعبين الأجانب الأربعة، الذين مثلوا نقاط ضعف واضحة في الفريق منذ مباريات الدوري الأولى، فكان التغيير فقط من نصيب الروماني رزفان، ليحل مكانه الكويتي بدر المطوع، وسط استغراب ودهشة من محبي النصر حول استمرار بقية الأجانب المفلسين، ليأتي القرار الأخطر بعد ذلك بالتعاقد مع المدرب المغمور الكرواتي دراغان، الذي جسد مع وجوده الفوضى الفنية في صفوف الفريق، لينتهي الموسم النصراوي مبكرا منذ هذه اللحظة، وهو ما تجسد واقعا بالخروج من مربع الدوري ثم كأس ولي العهد، تبعه الخروج من البطولة الآسيوية، لينتهي المطاف بخروج مبكر من بطولة كاس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، رغم اجتهادات اللاعبين المحليين الشباب، والمحاولات الجادة للمدرب المؤقت البرتغالي قوميز، والذي برهنت قيادته للفريق في مباراتين فقط على تميزه وفشل سلفه وإفلاسه فنيا. لقد بات العمل الإداري في النصر هو المسوؤل الأول والأخير عن إخفاقات الموسم، فحتى بعد أخطاء البداية لم تبادر الإدارة إلى معالجتها في منتصف الموسم، بل ساهمت بتخبطها في زيادة هذه الأخطاء وتوسيع نطاقها. ومع نهاية الموسم النصراوي مبكرا لم يتبق أمام الإدارة النصراوية سوى الاعتذار من جماهير النادي، قبل أن تبادر للاعتراف بأخطاء الموسم، وحاجة النادي العاجلة للغربلة الإدارية الواسعة، لإعادة الانضباط والنظام لصفوف الفريق، قبل أن تبدأ الإدارة بفتح ملفات الأجهزة الفنية واللاعبين المحليين والأجانب الجدد، إذ ينتظرها عمل تصحيحي كبير، إذا لم يكن مثمرا ومحققا للوعود الإدارية السابقة واللاحقة التي أطلقها ولازال يطلقها رئيس النادي، فإن مغادرة الإدارة بأكملها سيكون واقعا ومطلبا جماهيريا لا محالة لان تكرار الفشل والتخبط لن يقود سوى إلى مزيد من الإخفاقات ليكون الثمن مزيدا من مواسم البعد عن البطولات.