نتمنى أن تكون الزيارة غير المسبوقة التي قام بها معالي وزير الثقافة والإعلام لموقع تصوير المسلسل المحلي "قوول في الثمانيات" سبباً في تغيير قناعات الفنان حسن عسيري ورفاقه في الأعمال الكوميدية وأنها ليست مجرد مشاهد تحتوي على السخرية والتهريج. ففي هذه الزيارة رسالةٌ من معالي الوزير على ضرورة أن يكون العمل الجديد متناسباً في جودته مع مقدار ما صرف عليه من مبالغ كبيرة يمكن وصفها ب"الخرافية" في العرف الإنتاجي. لقد سئم المشاهد من الأعمال الكوميدية السريعة التي لا تحمل فكرة ولا تحتوي على مضمون، مجرد مشاهد خفيفة وممثلين يتلاعبون باللهجات من أجل كسب ضحكات الجمهور. وفرق كبير بين أن تضحكني أو تضحك "عليّ". فريق عمل "قوول في الثمانيات" وطاقمه بما يملكه من مواهب وطاقات متميزة؛ كفيل بأن يكون ناتج عملهم متميزاً ولعل في وجود الفنان المتميز راشد الشمراني ما يعطي العمل إضافة كبيرة. وفي الحقيقة لم يقصر التلفزيون السعودي في السنوات الأخيرة مع الإنتاج الدرامي المحلي وصرف مبالغ كبيرة لدعم المنتجين المحليين رغم الشكوى الدائمة من غالبية المنتجين بعدم منحهم الفرصة للإنتاج. كما يحظى الإنتاج الدرامي بدعم خاص ومباشر من قبل معالي الوزير والذي على ما يبدو أراد من خلال هذه الزيارة أن يرمي الكرة هذه المرة "في ثمنيات المنتجين" كتأكيد على حرص معاليه على المضمون وفي نفس الوقت إنذارٌ بأن التلفزيون الذي دعم المنتجين مادياً ومعنوياً لن يستمر في صرف الأموال على أعمال غير هادفة ولا تحمل في طياتها أية رسائل أو معان.