قرأت .. تصريحاً لوزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين بأن قطاع الكهرباء يشهد نمواً كبيرا على الطلب تجاوز صيف العام الماضي في المملكة ما نسبته 10 % من حمل الذروة ، ونمت القدرة المركبة في المملكة إلى حوالي خمسين ألف ميجاوات شاملة مساهمات محطات التحلية وكبار المشتركين ، ووصل عدد المشتركين إلى حوالي ستة ملايين مشترك ، ويتوقع خلال السنوات العشر القادمة أن يصل الحمل الأقصى إلى 75 ألف ميجاوات مما يعني الحاجة لاستثمارات تقارب 330 مليار ريال لتعزيز قدرات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ، ويتوقع أن يسهم القطاع الخاص بزهاء 30% منها أي ما يعادل 100 مليار ريال . الأرقام مخيفة .. وفصل الصيف يبشر هذا العام بدرجات تزيد عن 50 درجة مئوية وهنا يسجل المقياس والاختبار الحقيقي لما تم انجازه من عمل ، ولكن تعودنا أن نرى في كل صيف انقطاعات متكررة في عصب الحياة الماء والكهرباء ، واعتدنا أن نسمع الأصوات تتعالى بسبب ارتفاع مبالغ الفواتير للكهرباء على الرغم من حدوث الانقطاع المتكرر .. المواطن والمقيم في المملكة تقع عليه مسئولية كبيرة في الترشيد عند الاستهلاك ، والاهم من ذلك الالتفات للحجم الكبير من التحديات الكثيرة التي تواجه توفير الماء والكهرباء والذي ينذر بنشوء أزمة مستقبلية وهو ما يحتم على مسئولينا التحرك السريع والجاد نحو بحث تلك المشاكل والاستفادة من الموارد الطبيعية في توفير مصادر إضافية للطاقة تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة في مجال تحلية المياه ووضع التصور المناسب في رسم إستراتيجية واضحة للطاقة. سمعت .. عن أن المتطلبات المالية لمشروعات قطاعي المياه والكهرباء بفضل التطور تجاوزت خمسمائة مليار ريال للسنوات العشر القادمة ولن تقتصر فرص المشاركة على هذه المجالات بل ستعزز دور شركات القطاع الخاص الذي مازال قاصراً في المشاركة بمجالات الاستثمار المتعددة التي يحتاجها هذان القطاعان ، والمشاركة في إدارة مشاريعهما وتشغيلها وصيانتها وتنمية الصناعات والخدمات المساندة لهما وتوطينهما . حان وقت دخول استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال الحيوي الهام والذي يعتبر خلال السنوات القادمة سوقاً خصبة للاستثمارات لضخامة المشروعات التي تحتاجها البلاد وفرصاً واعدة لمشاركة القطاع الخاص الوطني والأجنبي للاستثمار . رأيت .. " الوايتات " بدأت تجوب شوارع الرياض مجدداً كغيرها من مدن المملكة التي تعاني شح المياه صيفاً " بحرية ونشاط " رغم زحمة المرور . وينتظر المواطن والمقيم معركة حامية الوطيس من أجل الحصول على " وايت " في الزمان والمكان المناسبين كما تنتظره مزايدات تصل بسعر الوايت إلى مئات الريالات جشعاً وطمعاً في استغلال هذا الموسم.