من المنتظر ان يحصل مزارعو الخضراوات الأوروبيون على 150 مليون يورو على الأقل تعويضات لهم عن الخسائر التي ألمت بهم جراء بكتريا إي كولاي المميتة، وتعهدت المفوضية الأوروبية الثلاثاء بتقديم المزيد. وقال مفوض شئون الزراعة في الاتحاد الأوروبي داسيان سيولوس عقب اجتماع خاص لوزراء الزراعة في لوكسمبورج: " لقد تعهدت بإعادة النظر في هذا الرقم... وان أعود باقتراح محسن، بدرجة جوهرية ومتوازنة ومبررة". وألقي باللوم في البداية على تفشي بكتريا إي كولاي التي أودت بحياة 22 شخصا على الأقل جميعهم في ألمانيا باستثناء حالة واحدة، وأصابت أكثر من 2700 آخرين في 13 دولة، على الخيار المنتج في أسبانيا حتى أظهرت الاختبارات المعملية غير ذلك. ثم وجهت أصابع الاتهام إلى براعم البقوليات الألمانية، ولكن جرى استبعاد هذا رسميا أيضا بعدما اظهر اختبار معملي أن البكتريا لم تكن موجودة في حزمة براعم ذابلة جرى بيعها قبل أسابيع عدة. ويمكن للمحققين القول فقط الآن إنهم يعتقدون أن بعض الخضراوات النيئة هي التي تنشر المرض. ويطلق المسؤولون الألمان ومنظمة الصحة العالمية على هذه البكتريا اسم اشريكيا كولاي النزفية (إي اتش إي سي). أما الاتحاد الأوروبي فيستخدم لفظ إي كولاي (إس تي إي سي) المنتج لمادة شيجا السامة، في إشارة إلى السم الذي تنشره البكتريا داخل جسم الإنسان. ويعنى الأمر للمزارعين التخلص من أطنان من الخضراوات باعتبارها مخلفات مع تزايد عدد المستهلكين الذين يتوقفون تدريجيا عن تناول السلاطة الخضراء في وجباتهم الغذائية. واشتكى المزارعون الأسبان بالتحديد بمرارة من معاملة السلطات الألمانية لهم وما ترتب على ذلك من خسائر مالية لهم، وقالت رابطة المزارعين في اسبانيا أن أعضاءها يخسرون 200 مليون يورو أسبوعيا. وفي ألمانيا أثار البحث العقيم عن سبب تفشي البكتريا انتقادات من السياسيين المعارضين الذين قالوا إن مسؤولين كثيرين جدا يدلون ببيانات عن الأزمة. وقال المنتقدون أن الأنباء المتضاربة عن التحقيق هي خطأ ناجم عن النظام الفيدرالي الألماني الذي تتولى الرقابة على السلامة الغذائية فيه ال16 ولاية.