صورة الثقافة الراقية، تأتي لتواكب تطلعات المشاهد والمتذوق لها في اتجاه جديد يعكس مدى ما تتطلع إليه للرقي بالمستوى الثقافي لدى المشاهد. في إطار العمل الإعلامي الناجح، يتطلع الكل إلى نمو متزايد في الذائقة لكل ما يطرح من محاور ثقافية يكون اتجاهها نحو المتلقي، من خلال إعداد أمثل يواكب تطلعات كل مثقف وأديب. القناة الثقافية وهي تأتي لتعطي الجانب الثقافي، هي بلاشك تريد الوصول إلى الكل بما تقدمه من أفكار ورؤى ثقافية تعكس صورة المشهد الثقافي لدينا بما فيه من تطور في مسيرة الأدب والثقافة لدينا. وعندما انطلقت تلك القناة، جاءت لتضفي على الحركة الإعلامية لدينا تجديداً مباشراً في المجال الأدبي بمختلف أنواعة، فشاهدنا الفنون الأدبية المتعددة على اختلاف اتجاهاتها في مختلف مناطق بلادنا، وهذا بالطبع عمل جميل أراد به القائمون عليها التنويع الجاد للوصول إلى كل شرائح المجتمع، وهذا بالطبع شيء جميل جعلها تتنامى في هذه الفترة القصيره منذ بداية انطلاقتها. المشهد الثقافي لدينا ومن خلال تلك القناة الجميلة، لم يكن محصوراً في جانب واحد فقط، بل أصبح متنوعاً وفي حالة تجديدية لمختلف البرامج التي تُعرض على شاشة القناة، ومن هنا وجد المشاهد شيئاً جعله يتابع ويترقب، إضافة إلى إنعاش ذائقته، فمحاور البرامج وطريقة عرضها وكذلك اللقاءات والأحاديث الثقافية والتغطيات المختلفة للأحداث والتظاهرات الثقافية هي في الحقيقة صورة تلك القناة. ولعل الجميل هنا هو عدم تركيز القناة في جانب واحد فقط كأدب الفصحى، بل دأبت على إشراك الجانب الشعبي في مختلف برامجها، وإشراك المهتمين به وبشكلٍ أساسي، وهذا بالطبع يزيد من أهمية بقاء المتلقي والمتابع، هذا إذا ما ادركنا أن الشريحة العظمى من المتابعين في المجتمع هم ممن يهتمون بالموروث الشعبي والأدب الشعبي بمختلف أنواعه وفنونه، ولذلك فإن صورة ثقافية الموروث الشعبي عندما انطلقت من تلك القناة، كانت تهدف إلى الوصول إلى تلك الشريحة العريضة من المجتمع، لاسيما وأن لدينا قاعدة جماهيرية كبيرة تتابع موروثنا الشعبي وآدابه المختلفة. تبقى قناتنا الثقافية في تلفزيوننا صورة حقيقية تنم عن مدى اهتمام القائمين عليها بأدبنا بكافة أشكالة وأنواعة وإتجاهاته. أخيراً: لك في شموخ الورد.. صورة : تهز أوراقها.. أشعلت فيني مشاعر.. والوله: ثاير.. فيك أنا: يزرعني الليل.. وتغتالني فيك المشاعر..