أشاد الدكتور عدنان بن عبد الله الشيحة، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بمبادرة مجلس الشورى في إقرار توصية تتضمن اتخاذ التدابير اللازمة لإشراك المرأة كناخبة في انتخابات المجالس البلدية وفقا لضوابط الشريعة، معتبراً أن هذا القرار يعكس في جوهره قدرة نظامنا السياسي على الاستجابة للمستجدات والتكيف مع المتغيرات، كما أنه يعزز مستوى الثقة بمجلس الشورى كهيئة وطنية تناقش موضوعات وقضايا تهم المجتمع، وأنه بالفعل يمثل نبض الشارع وتوجهات الرأي العام. وقال: إن هذا القرار يبعث برسالة واضحة للمرأة السعودية في أن إسهامها في بناء المجتمع مقدر وأنها تتساوى مع أخيها الرجل في المواطنة والحقوق العامة، فهي قد بلغت مستوى من التعليم والثقافة لتكون مؤهلة للقيام بأدوار تنموية ، والواقع يثبت أنها تميزت في مجالات عدة واعتلت منصات التتويج وحصدت جوائز باسم الوطن على الصعيد العالمي. مشيراً إلى أن هذا القرار يأتي منسجما وطبيعيا في مجتمع إسلامي يتطلب أن تلعب المرأة فيه دورا في خدمة بنات جنسها، فالمجتمع الإسلامي بتكوينه المحافظ يكاد يكون المجتمع الوحيد في العالم الذي لا غنى له عن عمل المرأة، فالمجتمع بحاجة إلى معلمة وطبيبة وإدارية وغيرها من المهن، وتبقى المهنة الأعظم وهي تربية الأجيال وهذه الأخيرة بذاتها كافية لتفرض على المجتمع احترام وتقدير المرأة الأم والأخت والابنة والزوجة. وأكد د. الشيحة أن التقليل من شأن المرأة ودورها في التنمية ينم عن أزمة في ثقافة المجتمع بسبب خلط الأمور بين التقاليد والأعراف من جهة والقيم الإسلامية الرفيعة لتكون النتيجة ضبابية في شخصيتنا وهويتنا يقود إلى انعدام الثقة في أنفسنا وتربيتنا وأسلوب حياتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض. معتبراً أن قرار مشاركة المرأة في الانتخابات قد يكون البوابة التي نلج منها كمجتمع إلى تغيير نظرتنا عن المرأة والاعتراف بدورها وبوجودها وتأكيد مواطنتها. والقرار ليس من أجل المرأة وحسب ولكنه للمجتمع بأسره، فهو يمثل نقطة تحول في النهج في تناول قضايانا الاجتماعية الحساسة والمهمة بأسلوب حضاري سلمي من خلال النقاش والحوار الهادئ المتزن والشفاف تحت قبة مجلس الشورى. هذا الإجراء الحضاري في عملية صنع القرار والسياسات العامة قمة التحضر في إدارة الاختلاف والوصول إلى توافق بين جميع أطراف ومكونات المجتمع. وبارك د. الشيحة للوطن جميعاً التوجه لهذا القرار لأن فيه احترام حقوق المرأة كمواطنة، وهو احترام للمجتمع ككل، وهو في الواقع تطبيق لمبادئ وقيم الإسلام العظيمة عبر فقه الواقع ووضع الحلول والمعالجات الناجعة.