لم تأت..؟ كنت اقف في حيرة، ارمق المكان بعينين لاتبصران واتحدث بلسان لاينطق وابتسم بلا ملامح او قسمات.. هذا هو حالي.. حين تغيبين.. اغيب عن الحياة.. واسير بين طرق تؤدي إلى الناس.. فلا هي ترغب في حملي.. ولاقدمي تستسيغ أرضها الواسعة المستوية.. التي ازهرت زيفا وضحكات بلا ألوان.. اتساءل ان كان الزمن يمضي..ام انه احترم انكساري.. واثرت فيه خيبتي.. واشفق من ثقتي وايماني ورجاني بأمل ولد ميتا.. هل اخذته بي رحمة.. فتوقف من اجلنا؟ أم انه توقف ليبصر عجيبة من عجائب الدهر.. ليروي قصة جنون جديد.. وموت آخر. واتعب من المسير..فاقف على اعتاب الذكريات.. وتسألني دموعي.. مقابل ولوجي اراضيها الفرحة النقية.. فأهبها حياتي.. ودقائق الزمن.. وتقبل بعد تردد.. واتجاوز البوابة.. وتنتشر السكينة في نفسي ويشرق وجهي اذ ارى اشخاصاً يعرفوننا.. ولا ألبث لحظات زتاملهم.. حتى يعصف وجهك الوديع بالمشهد.. ويختفون.. ولايعود سواك على أرض الذكريات يستقبلني.. فاضيع في رحاجة ابتسامتك.. وتعود فتنتشلني عيناك.. وهناك.. اغيب عن الوعي.. واظل زمنا طويلا اصغي لاحاديثها عنك.. عن ايامك.. وعن يريقها للذي اختفي حين غبت .. وتحلق بي السعادة.. وتسكب عيناي دمعات ذاهلة ولهى.. واعود إلى وعيي بعد ان اخذت مني الذكريات مرادها.. واصر بعد ان تعاظمت خيبتي- على البحث عن شيء يشبهك بيأس في مكان نقلت عليه خطوات طاهرة.. واخطئ الف مرة حين اعثر على من يشبهك.. واقبل بهذا الوهم الذي يزيد من عذاباتي.. يوقف سريان الدماء في جسدي.. ويجرد رأسي من الافكار.. اشعر باني ابحر في محيط قد تجمدت مياهه.. ونسي انه قد كانت لي مشاريع مهمه على الجانب الآخر من الأرض.. ما يوجب عليه الوفاء بوعده.. وتركي استمر في اجتيازه.. اجد افكاري تنوب في الحيرة واجزع حين اسقط في هوة السؤال: «هل انا حقا موجودة.. وهل مازلت في تلك المساحة الصغيرة التي احتلها جيئة وذهابا.. واسمح وانا اقف على نهايات الضعف- لسؤال مهم بالتجاسر على احزاني، والثبات أمام ارتجاف الدقائق والثواني المتسربة من قبضة الزمن.. والانتصاب على مد البصر بقامة ضخمة.. ليهمس بكبرياء محتضر: فيم غيابك؟