تضاربت الأنباء حول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد القصف الذي استهدف القصر الرئاسي الجمعة وأدى الى مقتل سبعة من الضباط والحرس. ونفى عبده الجندي نائب وزير الإعلام انباء مغادرة الرئيس وأكد ان صالح مازال في صنعاء. وقال الجندي ان صالح أصيب بجروح بسيطة . وأكدت مصادر رسمية ان عدداً من المسؤولين الذين أصيبوا في انفجار القصر الرئاسي نقلوا إلى الخارج لتلقي العلاج. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان المسؤولين الذين نقلوا هم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو رأس. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل بشأن حالة المسؤولين. وأوردت وسائل إعلام أنباء عن أن إصابة رشاد العليمي بليغة، غير أن ذلك لم يتم تأكيده بشكل قطعي. وتحدث صالح مساء الجمعة في كلمة صوتية بثها التلفزيون الحكومي، واتهم فيها من وصفهم ب"عصابات خارجة عن القانون" بتنفيذ الهجوم. ووجه أصابع الاتهام مباشرة الى أسرة الأحمر وتوعد بملاحقتهم آجلا أم عاجلا. وكان الأحمر نفى اية علاقة له بالحادث. الى ذلك أسفر القصف الصاروخي والمدفعي الجمعة على منزل الشيخ حميد الأحمر الواقع في منطقة حدة جنوب العاصمة صنعاء عن مقتل 10 وإصابة 35 آخرين من حراسة المنزل. وقال مصدر مقرب من الاحمر أن المصابين وجثث القتلى ما يزالون في المنزل مع قطع قوات صالح للطرق المؤدية إليه ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان لإسعاف الجرحى وانتشال جثث القتلى. وتعرض منزل الشيخ الأحمر ومنزل شقيقيه حمير ومذحج ومنزل اللواء علي محسن الأحمر لقصف صاروخي ومدفعي في أعقاب حادثة الانفجار التي حدثت داخل قصر الرئاسة. وشهدت العاصمة اليمنية مواجهات عسكرية وسمع دوي انفجارات قوية في شمال العاصمة عصر أمس بعد هدوء مشوب بالحذر والخوف وانقطاع الكهرباء عن صنعاء مساء الجمعة. وشهدت مدينة تعز امس السبت مواجهات مسلحة وسمع دوي انفجارات قوية وقصف في محيط ساحة الحرية التي عاد شباب الثورة للاعتصام فيها الجمعة بعد ان كانت فرقت بالقوة مطلع الأسبوع الماضي، فيما انتشر مسلحون في شوارع المدينة بعد ان كانت انسحبت قوات الأمن والجيش بشكل مفاجئ مساء الجمعة. وشهدت بعض المؤسسات منها جمعية الإصلاح والنيابة ومقر اللجنة العليا للانتخابات أعمال نهب . وعبر المواطنون عن خشيتهم من ان يكون الانسحاب المفاجئ للجيش والأمن يهدف الى أحداث انفلات امني وما يرافقها من أعمال سلب ونهب. عجوز يمني نقل الى عيادة ميدانية خارج جامعة صنعاء بعد تجدد القتال (ا ف ب) الى ذلك ذكرت مصادر صحافية ان قائد لواء معسكر خالد بن الوليد جبران الحاشدي اعلن انضمامه وأفراد المعسكر للثورة الشعبية السلمية . وقالت المصادر إن اللواء الحاشدي وكافة أفراد المعسكر أعلنوا انضمامه للثورة الشعبية السلمية ، مؤكدين التزامهم بحماية الاعتصامات المناهضة للرئيس صالح في مدينة تعز . جاء ذلك بعد ان كانت قوات من لواء خالد تمركزت في وادي القاضي لقمع المعتصمين يوم الجمعة. وحسب المصادر إن أفراد المعسكر حاصروا الحاشدي بمكتبه وطالبوه بالانضمام لثورة الشعب السلمية مما أجبره على تحديد موقفه. الى ذلك فر الالاف من صنعاء امس بعد ان اصيب الرئيس علي عبد الله صالح في هجوم على مجمعه لتبدأ جولة جديدة من القتال تدفع اليمن لحافة حرب أهلية. وردت قوات صالح بقصف منازل زعماء اتحاد قبائل حاشد الذي يقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس. واسفرت الاشتباكات عن سقوط نحو 200 قتيل خلال الاسبوعين الماضيين وتحولت مناطق في صنعاء لمدينة اشباح بعد ان فر السكان طلبا للامان. وتشعر القوى العالمية بقلق من ان يصبح اليمن دولة فاشلة مما يزيد المخاطر الامنية بالمنطقة. وفي الساعات التي سبقت بزوغ الفجر سمع دوي انفجارات وطلقات الاسلحة الالية من ان لآخر ومع طلوع الشمس ازدحمت الطرق بالمدنيين الذين يحاولون الفرار من القتال الذي امتد لمناطق اخرى في المدينة. وقال علي احمد احد سكان صنعاء "الرصاص في كل مكان. الانفجارات افزعتنا. ما من مجال للبقاء أكثر من ذلك." ومنذ تفجر الانتفاضة الشعبية في يناير/ كانون الثاني ضد حكم صالح قتل نحو 400 شخص واستلهم اليمنيون انتفاضتين شعبيتين في تونس ومصر اطاحتا برئيسين امضيا سنوات طويلة في الحكم. ويدور القتال على عدة جبهات وتنتشر الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن بينما تنشق وحدات عسكرية عن صالح لحماية المحتجين. وفي مدينة زنجبار يدور قتال بين السكان وقوات صالح منذ نحو اسبوع لطرد متشددين ومقاتلي القاعدة الذين سيطروا على المدينة الساحلية قرب ممر ملاحي لنحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وبتشبثه بالسلطة اغضب صالح حلفاءه الذين كانوا ينظرون إليه كشريك رئيسي في الجهود المبذولة لمكافحة جناح تنظيم القاعدة في اليمن. وفي تحد للضغوط العالمية تملص صالح ثلاث مرات من التوقيع على اتفاق بوساطة خليجية لتنحيه عن السلطة في مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية حتى مع تضاؤل دعمه في الداخل.