أدت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وتبادل المصالح وهجرة الأفراد للبحث عن الرزق إلى هجرة بعض المفردات بين الشعوب فقد وجدت مفردات عربية في دول أعجمية ووجدت مفردات أعجمية مستخدمة في العربية وهذا ليس بمستغرب منذ القدم. ومن البلاد التي وفدت منها مفردات كثيرة للعربية وخصوصا لشعوب الجزيرة العربية بلدان الهند وتركيا كون الأولى تشكل مركزا اقتصاديا ومحط أنظار المهاجرين للبحث عن العمل والرزق أما الثانية فيعود ذلك لهيمنة الدولة العثمانية على العرب ومركزها تركيا . ورغم أن هذه المفردات كانت دخيلة على لهجاتهم الدارجة إلا أنها سرعان ما انصهرت في الجمل وأصبح استخدامها دارجا ومقبولا مع مرور الوقت حتى أن البعض يحسب أنها عربية الأصل مع تقادم استخدامها .ولم يتردد الشعراء أيضا في إدراج هذه المفردات الدخيلة يقول الشاعر محمد بن لعبون : والى قضب عرضك العكروت شلقك بالهرج تشليقي والعكروت مفردة دخيلة تعني نوع من الشتم وهي تركية الأصل ومن المفردات التي انصهرت في العربية بمدلولها ومعناها كلمة ( بفته ) وتعني القماش الأبيض وهي هندية الأصل ( باغه ) وتعني البلاستيك وهي تركية الأصل ( توله ) هندية الأصل وتعني عيار لوزن الطيب ( دربيل ) تركية الأصل وتعني تقريب البعيد ( دروازه ) تركية الأصل وتعني البوابة (ريغه ) فارسية وتعني الماء والطين ( ديرم ) هندية الأصل وتعني صبغة الرمان وهكذا ولم يقف استخدام هذه المفردات في حدود المناطق المتحضرة بل استخدمها سكان البادية . ويلاحظ في وقتنا الحالي استخدام مفردات أعجمية ومع مرور الوقت ستكون بلفظها ومعناها العربي ومن ذلك ( أوكيه ) دلالة على الموافقة ( قوه ) تعني لنذهب كما وفدت مفردات عديدة مع وصول التقنية والظهور الأول للسيارات وهي تستخدم بلفظها الأعجمي ودخلت في أبيات الشعر الشعبي .