ناقشت (حملة السكينة) التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبر موقعها على شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت " وصفحات التواصل الاجتماعي موضوع (ضوابط إنكار المنكر) . وأوضح مدير الحملة الشيخ عبدالمنعم بن سليمان المشوح، أن هذه المناقشة العلمية تأتي ضمن سلسلة حوارات شرعية هادئة تطرح فيها حملة السكينة القواعد الشرعية وفق الأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وسيرة كبار العلماء ، مبيناً أن هذا الحوار لاقى إقبالا من فئات متنوعة من بلدان كثيرة في العالم العربي والإسلامي ، حيث شكّلت قضية إنكار المنكر جدلا واسعا في خضم الأحداث الجارية في العالم الإسلامي وهي قضية قديمة تتجدد مع الأحداث ، وتبعاً لذلك سعت حملة السكينة إلى طرح رؤية شرعية متوازنة تتماشى مع روح الإسلام وتحقق هدف الوسطية في مناحي الحياة . وأفاد المشوح أن المناقشة العلمية تعرضت إلى أهمية مراعاة المصالح والمفاسد في الإنكار بحيث لا يترتب على الإنكار مفاسد قد لا يُدركها المُنكِر في حينها ؛ لذلك يلزم الرجوع إلى أكابر العلماء المعنيين بالشأن العام والرجوع إلى الجهات ذات العلاقة فهي المعنية شرعا ورسميا لمعالجة المنكرات العامّة الظاهرة . ومراعاة مراتب الإنكار فليس لكل أحد الإنكار باليد إنما الإنكار باليد لأهل اليد والسلطة والمعنيين بذلك ؛ حتى لا تكون فوضى والدين الإسلامي دين نظام ومحافظة على الحقوق ، والتعدي باليد تعدّ على الحقوق لذلك ليس لأفراد الناس سلب الحقوق أو إتلاف الأعيان ؛ لذلك قرر الفقهاء إن تعدى في إنكاره على ما يملكه غيره وجب عليه ضمانه حتى ولو كان محرما . فيجب معرفة الحدود الشرعية للإنكار وألا تدخل في نطاق الإيذاء سواء كان جسديا أو معنويا ، فما يتعلق بالآخرين وأملاكهم يخضع للقضاء وللجهات الرسمية المعنية . وختمت المناقشة العلمية كما أفاد الشيخ المشوح بأن هذه الضوابط الشرعية وإقرارها فيه تقوية لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس إضعافا ، فهناك فرق بين القوة والعنف ، فاللين والرفق في موضعه قوة ، واتباع الشرع قوة ، والفوضى والتعدي على الناس ضعف وإن حمل في ظاهره نبرة عنيفة .