استحوذت قضايا المرأة السعودية العاملة على الموضوعين الرئيسيين في العدد الجديد من مجلة "التنمية الإدارية"، الذي صدر مؤخراً، وهما قضية العدد، ولقاء العدد، في محاولة لمناقشة إشكالية عمل المرأة السعودية، من جهة، والتعرف على طبيعة التحديات التي تواجهها في مسيرتها العملية ومدى قدرتها على التغلب عليها، والمواقع الوظيفية والقيادية القادرة على الوصول إليها والنهوض بأعبائها، من جهة أخرى. تحت عنوان "عمل المرأة السعودية: مواجهة بين الأعراف الاجتماعية ومتطلبات التنمية" خصصت المجلة، التي يصدرها معهد الإدارة العامة، قضية العدد لمناقشة واقع المرأة السعودية العاملة في ظل المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة، والنظرة السلبية التي ما تزال سائدة لعمل المرأة؛ نتيجة وجود بعض الموروثات والأعراف الاجتماعية والتقاليد التي تعيق حركة تطور المجتمع بالمفهوم الحضاري الواسع، وتكرس الصورة النمطية للمرأة، وتحول دون ممارستها لحقها في القيام بواجبها في خدمة وطنها، وذلك من خلال استضافة عدد من المتخصصين والخبراء الذين تناولوا المشكلة من مختلف جوانبها، وقدموا رؤيتهم لكيفية التغلب عليها. وفي المقابل احتفت المجلة بنموذج مشرف للمرأة السعودية المؤهلة التي اقتحمت معترك الحياة العملية بفضل ما اكتسبته من مؤهلات علمية ومعارف وخبرات حياتية، فأكدت ما لدى المرأة السعودية من إصرار على إثبات الذات ومواجهة التحدي، ومن قدرة على تحقيق النجاح في أي مهمة وظيفية تسند إليها. وخلال اللقاء الذي أجرته المجلة مع الدكتورة مي الدباغ، مديرة برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة ورئيس باحث في كلية دبي للإدارة الحكومية، تحدثت القيادية السعودية عن التحديات والمعوقات التي تعترض عمل المرأة السعودية، كما تحدثت عن آرائها ومشاركاتها المتعلقة بتأثير النوع الاجتماعي على القيادة والمخرجات الوظيفية في المملكة العربية السعودية. وتقدم المجلة تحقيقاً عن ظاهرة سلبية تشيع في بعض المنظمات الحكومية، وتتمثل في تدني أداء الموظفين، والذي يتسبب في تعطيل الإنجاز في هذه المنظمات، حيث يؤكد التحقيق أن ضعف إنتاج الموظف مرتبط بثقافة المنظمة وقيمها المحفزة إلى جانب رغبة الموظف الجادة في التميز، كما يطالع القارئ استطلاعاً عن شريحة من موظفي الدولة الذين يتهيأون لترك الخدمة والخروج للتقاعد، حيث تحاول المجلة التعرف على آرائهم حول فكرة التقاعد بعد حياة وظيفية حافلة، وكيف سيواجهون المرحلة الجديدة في حياتهم، وما هي الطرق المثلى للتعامل معهم من قبل المجتمع. وتواصل المجلة تقديم موضوعاتها الصحفية المتخصصة، حيث يطالع القارئ عرضاً لورقة علمية تقدم بها معهد الإدارة العامة إلى مؤتمر "دور الحكومة الإلكترونية في تحقيق الإدارة الرشيدة" الذي عقد في مدينة مسقط بسلطنة عمان، وهي بعنوان "مرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية"، كما تقدم المجلة استطلاعاً عن قطاع العلاقات العامة والإعلام بالمعهد، والنقلة التطويرية التي يشهدها لتواكب التطور المتسارع في المجال العلاقاتي والإعلامي، وهنالك تقرير العدد الذي يتناول الرسائل العلمية للباحثين السعوديين في مكتبة المعهد، والموضوعات الإدارية المتخصصة التي تناقشها هذه الرسائل. وتتنوع الموضوعات التي تتناولها المقالات والأبواب الثابتة التي يشتمل عليها عدد المجلة الجديد، فيتحدث الدكتور صلاح بن معاذ المعيوف، المشرف العام على المجلة في زاويته "وجهة نظر" عن روح النظام، مؤكداً أنه أصبح من أهم التحديات التي تواجه العمل المؤسساتي في بلادنا سيادة الاعتقاد لدى كثير من المسئولين بأن من حقهم العمل بروح الأنظمة وليس بالأنظمة ذاتها، ويتصدى أ. عبد الله بن متعب السميح، رئيس التحرير عبر زاويته "مدى"للذين لا يعملون ويكرهون أن يعمل الناس، مقرراً أن هذا السلوك لا يستغرب عند غياب قيم العمل، وتغييب أخلاقيات المهنة، وسيادة الاجتهادات الفردية بدلاً من العمل المؤسساتي. وتستضيف زاوية "للمسئول كلمة" هذا العدد د. ثامر بن ملوح المطيري، مدير مشروع اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري ليكتب أن الإدارة قرار، ويقدم د. أحمد بن عبد الرحمن الطويل، الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للتعليم والتدريب وأكاديمية الفيصل العالمية تجربته الإدارية بين النجاح والفشل، ويقدم أ. على المطيري في زاوية "مسار" نموذجاً إنسانياً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الطالب بالمعهد نايف الجاسر الذي تحدى الإعاقة وانتصر على ظروفه الصحية وإعاقته الجسدية محققاً رغبته في إكمال دراسته بالمعهد. وتخصص المجلة زاوية "أنظمة ولوائح" للحديث عن الوظيفة العامة .. حقوق وواجبات، من خلال قراءة لواجبات الموظف العام في ضوء النظام السعودي، فيما تقدم زاوية "حالة إدارية" صورة واقعية للموظف المتحمس لعمله، والذي تتزاحم عليه المهام فلا يستطيع أن ينجز منها شيئاً، لأن إنجاز المهام الكبيرة لا يتم بالحماس وحده، ولكن بتحديد الاتجاه ورسم خطة السير في الطريق. وعدا المقالات التي تشكل جزءاً أساسياً في بنيان المجلة التحريري، فإن العدد الجديد لا يخلو من الزوايا والأبواب الثابتة التي اعتاد القارئ على مطالعتها في كل عدد، مثل "متابعات"، و"مؤتمرات ولقاءات"، و"وثيقة إدارية"، و "أصداء"، و "جديد المكتبة الإدارية"، والتي تتكامل جميعها مع الأشكال الصحفية المختلفة الأخرى التي تمنح مجلة "التنمية الإدارية" خصوصيتها وتميزها.