لم يود الكثير من الرياضيين ان يصل الحال ببعض البطولات في الالعاب المختلفة الفشل التنظيمي والانفلات الجماهيري والاخفاق التحكيمي الذي زرعت "بذرته" الكثير من المجاملات في كل شيء، ولم تكن منافسات كرة القدم بطابعها القوي فقط هي مصدر الفوضى والشغب والخروج عن النص، انما الالعاب الاخرى كان لها نصيب من الفشل على مرأى من الكثير، ولم يكن اتحاد الطائرة السعودي بمنأى عن هذه الفوضى بعدما ظننا انه قريب من التحرر من السلبيات، واذا به يقع في مشاكل اكبر من طاقته، وقد جسدت مواجهتا الهلال والاهلي في الرياضوجدة في بطولتين مختلفتين هذه الفوضى التي لم يكن لها وجود لو انها وجدت اتحادا حازما، لا يصدر قراراته وفق مراعاة الخواطر والخوف من ردة الفعل وخشية صوت هذا وانفعال ذاك. في مواجهة الرياض بين الفريقين قال رئيس اتحاد الطائرة ابراهيم القصير تعليقا على الشغب من جانب جماهير الاهلي، ستشاهدون هذا الجمهور في جدة حينها ظننا انه يرأس الاهلي وليس اتحاد الطائرة الذي من مهامه تطوير اللعبة والارتقاء بالمسابقات وحماية المنافسات ممن يعكر صفوها، وبالفعل شاهد الجميع جمهور الاهلي في نهائي النخبة وهو يهتف بعبارات مرفوضة وبكلام تجاوز لاعبي الطائرة الى لاعبي القدم فضلا عن رمي الاحذية "اعزكم الله" والدخول الى الصالة بالبيض الذي يبدو انه من حرارة المنافسة وانفلات الاعصاب تحول الى شكشوكة في صالة جدة.. وبدلا من يكون نهائيا مميزا اصبح نهائي "الشكشوكة" هكذا علق احد الخبثاء ساخرا. مع الاسف ان المواجهتين الماضيتين كشفتا حجم الضعف والخوف لدى اتحاد الطائرة الذي لن يصل باللعبة الى ما تامله الاندية والجماهير ما لم يغير سياسته ويترك المجاملة التي لم تجلب له واللعبة الا المزيد من التراجع اسوة ببقية الاتحادات الفاشلة التي تظن ان نجاح برامجها هو ان تقيم في الموسم ثلاث او اربع بطولات بغض النظر عن كيف اقيمت وما هو الهدف وكيف انتهت؟.. اما كيف تصل اللعبة الى المستوى الذي يمكن الاندية والمنتخبات من المنافسات الخارجية فهذا يبدو انه اخر اهتمام اتحاداتنا الرياضية ومنها اتحاد الطائرة الذي كشفت مباراتا الهلال والاهلي في الرياضوجدة كم هو ضعيف وكم هو يخشى فرقا ويخاف من الاندية التي اصبحت تستقوي عليه وتراه مجرد جهة منظمة للبطولات دون ان يكون له دور في فرض وجوده وجعل الاندية تخشاه وفق فرض اللوائح والانظمة التي يفترض ان تطبق اما اذا سار على هذا النهج فهو لايختلف عن اتحاد السلة وبقية الاتحادات الاخرى التي هوت بألعابها الى مكانة لايمكن ان يتابعها او يسأل عنها أحد، واذا كان ما حدث يرضي اتحاد الطائرة فتلك مصيبة واذا هو لا يرضيه دون ان يتحرك فالمصيبة اعظم، يفترض عليه ان يلم بابعاد احداث الرياض وان ياخذ الحذر والحيطة حتى يتفادها في مواجهة جدة، ولكنه لم يفعل بل تصورناه وكأنه يشجع على الفوضى وحث الجماهير على العبارات المؤذية والا بماذا نفسر سكوته عما حدث في المباراة الاولى والرئيس وبقية الاعضاء تتردد على مسامعهم العبارات المزعجة وتحدث امام اعينهم التجاوزات. خلال فترة قصيرة لمس الجميع الغربلة في بعض اللجان لدى اتحاد الكرة وطريقة آلية عملها والان يتطلع الجمهور الرياضي الى الامير الشاب الى غربلة الاتحادات الرياضية التي لم تحقق ما يطلع اليه المشجع الرياضي فهي اصبحت عالة على نفسها وعلى رعاية الشباب واللجنة الاولمبية والمشهد الرياضي ككل، لم تتقدم خطوة واحدة الى الامام انما تتراجع والغريب ان من يدعي ان عدم توفر الدعم ادى الى الاخفاق وبالتالي رمي المسؤولية على رعاية الشباب واللجنة الاولمبية والمالية نجده يحاول التشبث بالمنصب دون ان يقود هذا الاتحاد او ذاك الى مكانة تجعل المتابع يزجي له عبارة "ما قصرت".