يبدو ان الاخفاق الرياضي السعودي المخجل في دورة الالعاب الاولمبية الخليجية الاولى سيمر مرور الكرام او يسجل ضد مجهول اسوة باخفاقات سابقة وسط الهروب عن الاعتراف بالاخطاء ومحاسبة المقصر، بلد مترامي الاطراف وهائل الثروات يأتي ترتيبه في دورة خليجية في المركز الاخير، أمر لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن وصفه الا بالكارثة، خلال الاشهر القليلة الماضية سمعنا وقرأنا وعودا بأن الحصاد سيكون مرضيا، وعندما بدأت المنافسة شاهدنا الفشل الذريع، وكانت البداية بقضية (الشطرطون) وملابس منتخب السلة، ثم تساقط الالعاب الفردية والجماعية تباعا. كل مسؤول وكل إداري يحاول ان يرمي باللائمة على الطرف الآخر، اتحاد السلة يلوم رئاسة البعثة، ورئاسة البعثة تنتقد الاتحادات، والكل يدور في حلقة مفرغة، لا نعلم من نصدق؟ من يجلس بالقرب من المنتخبات المشاركة أم من وعد ان يكون الحصاد ايجابيا وفي نهاية الامر يكتشف المتابع ان (الطاسة ضائعة)! دورة الالعاب الخليجية وان كانت في نظر البعض غير مهمة وليست طموحا مثلما هي البطولات الاخرى الا ان الفوز بها او الاخفاق يعكس التخطيط والعمل ويكشف بوضوح الحال المائل، حتى اتحاد السلة المعني بقضية (الشطرطون الشهيرة) اتهم بطريقة مباشرة من خلال رئيسه الامير طلال بن بدر رئاسة البعثة، اما الاتحادات الاخرى فلا حس ولا خبر وكأنها تختفي خلف (ستار الفشيلة). من يحاسب من؟ سؤال كبير طرحه زميلنا العزيز محمد الشيخ ونحن نردده خلفه فتبدو الاجابة غائبة الى حين؟ حتى أصبحت الرياضة السعودية امام مخاض صعب للغاية لا ندري كيف ستكون نهايته؟ اعتراف بالاخطاء وبداية تصحيح ام استمرار على النهج الحالي الذي اصبح يولد الاخفاق تلو الاخفاق دون ان يكون هناك علاج يكتب قصة نجاح جديدة وينهي رحلة الفشل منذ ثمانية المانيا 2002؟ مع الاسف بعض الاتحادات الرياضية اصبحت تعج لجانها بالمحسوبيات والمجاملات ورفع شعار (شد لي واقطع لك) فلا تغيير نحو الافضل، مجرد اسماء (تكوّش) على كل شيء حتى خيّل للمتابع (انه لا يوجد بهالبلد الا هالولد) دون اعتراف من هؤلاء انهم يرتكبون كارثة بل كوارث بحق الرياضة السعودية دون ان يبرحوا اماكنهم التي عشعش فيها غبار الفشل. ظننا ان الهزات الماضية ستضيق الخناق على الاخطاء وإذ بالاخفاقات تبلغ معدلا لا يطاق، ومع الاسف ان من يجلب الاخفاقات هم الاكثر تواجدا في الاتحادات واللجان، لاحظوا خلال او بعد كل اخفاق بروز مشكلة لا يمكن ان يرتكبها رياضي مبتدئ وكأنها افتعلت للفت الانظار عن السبب الاساسي للفشل. الجمهور الرياضي اصبح واعيا ولا يمكن استغفاله بالاعذار التي يراد بها الخروج من الحرج، جمهور اصبح يحلل وينتقد ويقدم آراء مهمة لو عمل بجزء منها لتحسن حال الرياضة، المشجع اصبح ذكيا ولا ينطلي عليه عذر إداري فاشل ومسؤول لا يأبه بغليان الشارع الرياضي وحرقته على اخفاق رياضة بلده، ولاعب لا يقدر المسؤولية، اما العمل بفكر واخلاص بعيدا عن المجاملة، وهذا قريبي وذاك صديقي وثالث أخي (لزقوه) في اي لجنة حتى لو مسؤول ملابس او منسق اعلامي، أو الاستمرار في حلقة لا تنتهي من مسلسل الفشل، ويبدو ان شعار بعض الاتحادات ما هو الا تطبيق للمثل (فاقد الشيء لا يعطيه).