عن مجموعة النيل العربية، صدر للأستاذ فهد بن إبراهيم العسكر، كتاب بعنوان (إدارة الوثائق في عصر الاتصالات وتقنية المعلومات) في تسع وثمانين ومئة صفحة من القطع الكبير، متضمنا تسعة فصول، استهلها العسكر باستراتيجية إدارة الوثائق، ففصل عن: الإدارة العلمية للوثائق، ثم ثالث بعنوان: تقويم الوثائق الرسمية، ليليه رابع عن إدارة المطبوعات الرسمية، التي تلاها فصل: أنظمة المعلومات الإدارية، أما السادس فبعنوان: استخدام المصغرات الفلمية في حفظ الوثائق، ليلحقه المؤلف بفصل مركز الوثائق الوطنية، ليتبعه بالفصل الثامن بعنوان: التعليم والتدريب في مجال الوثائق وأثرها في التكوين المهني، أما آخر فصول الكتاب فقد أورده العسكر بعنوان: تجربة المملكة العربية السعودية في توثيق المعلومات الإدارية.. وقد عالج المؤلف في كتابه أحد مجالات التنمية الإدارية، والتي تعنى بإدارة الوثائق عطفا على نموها المتزايد، مع تزايد نشاطات وممارسات وخدمات الدول وتعدد مجالاتها، ولكون الوثائق تمثل الذاكرة الفعلية والسجل الرسمي الذي يعكس الخبرة الإنسانية، سيما في عصر الاتصالات وتقنية المعلومات على جانب تطور الأساليب والأنظمة الإدارية، وما واكبها من تحول نحو الحكومات الالكترونية، التي أصبحت بدورها مطلبا ملحا لكثير من الدول، كوسيلة لتطوير خدماتها وتحسين اقتصادها ورفع كفاءة خططها وبرامجها، الأمر الذي جعل العالم في السنوات الأخير يقبل على تحول كبير نحو مجتمع المعلومات الذي يعتمد على الاتصالات وتقنية المعلومات.. ما أدى عبر هذا التطور التقني إلى أن الوثائق أصبحت تنشأ وتتداول وتوزع عن طريق الحاسبات، ووسائل الاتصال الحديثة والشبكات بحثا عن إنتاجية أفضل في الأعمال، وسرعة توزيع المعلومات للمستفيدين منها، ما جعلنا أمام واقع جديد يسمى (الوثائق الالكترونية) ما يتطلب معه وضع القوانين والسياسات المناسبة التي تحدد كيفية إنتاج وحفظ واسترجاع هذا النوع من الوثائق، والاستفادة منها لأغراض الإدارة والاقتصاد والقضاء والبحث العلمي بوجه عام، وذلك بشكل يواكب سرعة انتشار وتطور تقنية المعلومات والاتصالات. إن أهمية الوثائق والحفاظ عليها ودراساتها والتعامل معها من منظور استراتيجي عبر هذه الأدوار، يكمن فيما تعنيه الوثائق وما تشكله من أهمية بالغة لدى الشعوب المرتبطة بانتمائها الوطني.