رجّح مسؤول ليبي بارز احتمال أن يقوم العقيد معمر القذافي في نهاية المطاف بالتخلي عن منصبه كزعيم لليبيا، مع تكثيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية على طرابلس. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم "اعترف وللمرة الأولى بأن جميع الخيارات السياسية مطروحة على طاولة المفاوضات المقبلة حول مستقبل البلاد". ونسبت إلى كعيم قوله "إن العقيد القذافي لا يفكر بإستراتيجية خروج مبكرة، كما أن هذه المسألة لن تكون خاضعة للمفاوضات مع الغرب ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وسيقرها الشعب الليبي". ونفى نائب وزير الخارجية الليبي أن تكون زيارة الوسطاء الأفارقة برئاسة جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا إلى طرابلس الأسبوع المقبل تهدف إلى مناقشة وضع إستراتيجية خروج للزعيم الليبي. وقال "إن التعديلات الدستورية جرت مناقشتها خلال العام الماضي من قبل أجهزة الحكومة الليبية، ومن بينها احتمال أن يتخذ العقيد القذافي دوراً صورياً أو ينسحب كلياً من الحياة السياسية تاركاً نظاماً سياسياً طبيعياً، لكن كل ذلك يتوقف على ما يريده الشعب الليبي". وكان الدبلوماسيون الأوروبيون خففوا من سقف مطالبهم الداعية إلى تنحي القذافي بصورة مباشرة واقترحوا إمكانية بقائه في السلطة أثناء مرحلة التفاوض على مستقبل ليبيا، فيما غيّر الاتحاد الأفريقي موقفه بعد أن دعم طرابلس من قبل، وأقر بأن هناك حاجة إلى الإصلاح السياسي في ليبيا وخروجاً ممكناً للقذافي. وكشفت تقارير صحافية في وقت سابق امس أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اعد رسالة يجري إرسالها إلى عدد من الحكومات الأجنبية يقترح فيها عليهم وقفاً لإطلاق النار برعاية الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وإجراء محادثات غير مشروطة مع المعارضة وإصدار عفو لكلا الجانبين وصياغة دستور جديد، دون أن يذكر أي دور للعقيد القذافي في مستقبل ليبيا. من جانبه أعلن متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسباني امس ان الحكومة الاسبانية تسلمت رسالة من رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي تحمل عرضا يطلب وقف إطلاق النار. وصرح متحدث في مكتب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز "تسلمنا رسالة من الحكومة الليبية تسعى فيها الى التوصل الى اتفاق لوقف محتمل لاطلاق النار". واضاف ان "موقف اسبانيا من ذلك هو نفس موقف الحكومات الاوروبية الاخرى". وتابع "بالتأكيد جميعنا نؤيد وجود وقف لاطلاق النار في ليبيا، لكن هناك شروطاً وظروفاً سياسية ضرورية لحدوث ذلك". وأشار الى المسؤول أن رئيس الوزراء الليبي هو الذي بعث بتلك الرسالة الى مدريد. وكشفت صحيفة "اندبندنت" امس أن النظام الليبي يستعد لتقديم اقتراح جديد للمجتمع الدولي يعرض تقديم تنازلات تهدف إلى وضع حد لسفك الدماء في الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاثة أشهر. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اعد رسالة يجري إرسالها إلى عدد من الحكومات الأجنبية وحصلت على نسخة منها "يقترح فيها عليهم وقفاً لإطلاق النار برعاية الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي، وإجراء محادثات غير مشروطة مع المعارضة، وإصدار عفو لكلا الجانبين، وصياغة دستور جديد".وأضافت أن رسالة المحمودي وعلى غير العادة "لم تذكر أي دور للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مستقبل البلاد، بعد أن كانت بلاغات النظام السابق تصر على أنه سيقاتل للبقاء في منصبه". ونسبت الصحيفة إلى رئيس الوزراء الليبي القول في الرسالة "إن ليبيا المستقبل ستكون مختلفة جذرياً عن تلك التي كانت موجودة قبل ثلاثة أشهر.. ونحتاج الآن إلى تسريع العملية وللقيام بذلك يجب أن نوقف القتال ونبدأ الحوار، ونتفق على دستور جديد، وإنشاء نظام حكومي يعكس واقع مجتمعنا ويتوافق مع متطلبات الحكم المعاصرة".