هذه قصيدة ، قالها الشاعر سعود بن عبدالعزيز الزيد الملقب ب ( الكويتي ) وهو من الأحساء ، و هناك من ينسبها للشاعر علي بن طريخم من أهالي بريدة بالقصيم. قالها في أول دفعة تسجيل في شركة أرامكو قبل ما يقارب القرن من الزمان ( نعلم أن بداية تأسيس الشركة كان عام 1933م ) ونحن هنا لا نقوم بعملية توثيق للقصيدة من حيث قائلها ، بقدر ما نهتم بمضامينها وما ورد فيها من معاني تكشف لنا الإجراء الذي كان مستغرباً عند المتقدم لوظيفة في وقت لم يتعود الناس الوظائف وإجراءاتها النظامية والكشف الطبي واستخراج شهادة ميلاد أو بطاقة شخصية، وهو في بيئة لم يسبق لها أن تعاملت مع هذا النوع من النظام، ذلك النظام الذي يبدأ أولا بفحص النظر والجسم والتحمل وكذلك الصحة والقدرات عموماً من حواس وغيرها ، ويصنف المتقدمون بحسب قدراتهم . هو نظام في البداية لم يقابل بالاستحسان التام وذلك لغرابته أولا ولدقته ولأنه قد ينتج عنه الرفض لعدد من القادرين لأسباب قد لا تؤثر في العمل كثيرا في ظن المتقدم ، هذا من وجهة نظر البعض ممن يرغب في الالتحاق وممن يرى في الشركة أيضا فتح مجال عمل لأعداد تحتاج إليه وهي بالفعل كذلك وقد خدمت كثيرا أبناء الوطن في هذا الشأن وليته يوجد اليوم عشرات من مثيلات أرامكو . يقول الشاعر : قال منهو في المداره بادي تالي نهاره باح من قلبه اسراره يوم برَّق وافتكر أثر من يبدا الزياره تشعفه غير اختياره شفت في رجم الغياره مثل ما غيري ذكر شفت يا ناس العباير في طويلات الزباير من هجير بالضماير هلّ دمعي وانتثر آه من عين قذاها يا ملا كثرة بكاها ما تهنَّت في كراها باخصٍ فيها السهر من بدى روس العوالي يبي عيّن ما جرى لي آه وا عزي لحالي من تصاريف القدر رجم الأقشر من بدا به ذكّره يا ناس مابه ما تجيب الورق جابه وما غبى عندي حضر أحضره يومه طروفه للجبل واخذ وصوفه اجمعوا جملة احروفه وانظموهن بالسطر من بغى بي ظل كولي يفتهم علمي وقولي لو يقولون امهبولي بلعبه سر وجهر ( هنا بدأ الشاعر بالغربة والمعاناة في كونه يريد عملا ، وسوف يوضح فيما بعد الإجراءات التي مرت عليه أثناء التسجيل وخطوات القبول في الشركة ) أول مبدي الكتيبة التوابع والمصيبة وما بغى (ادريفس) نجيبه وانتشرف لا ومر ( يبدو أن دريفس هو المسؤول عن القبول ومنه تصدر الأوامر على المتقدمين والتوجيهات لهم ) يامرك لا جيت عاني رح الى يوم الفلاني قلت له فيّا مكاني قل لي عن هذا خبر رحت للدمام حافي معي خلق الله ولافي وكل رجال سنافي مالنا فيها مقر واجتمعنا بالبراحه كننا فرقة سراحه ليلة السبت وصباحه والضحى لين العصر في رجا دريفس يجينا كن حنا محبسينا لا رحم جد اللعينا جعل يقذف في ...... ( هذه أحاسيسه ودعواته ولا نقره عليها لكن نوردها كما كانت لكن لعله الغضب من التعب والانتظار ) حين ما يقبل علينا صفنا وأمّر علينا ثم مدينا ايدينا وابعدو عنا العور ( يقصد أن دريفس وضعهم في طابور و أبعدوا عنهم الضعيف الهزيل غير القادر على العمل والمريض ) قام ينظر بالحلايا مثل شراي الضحايا ما تجوز له الرزايا كود زينين النظر ( يقصد أنه كمن يبحث عن أضحية يوم العيد فهو يبحث عن الجسم القوي والصحيح ويتجول بينهم وينظر بالحلايا يقصد الصور والوجوه الظاهرة على الأجسام والشكل الخارجي ، هكذا تنطلق أوصاف الشاعر وتشبيهاته من البيئة . بدايات التنقيب عن النفط المهم أن دريفس لا يرغب في الشخص الذي تبدو من هيئته أنه هزيل ضعيف لا يصلح للعمل ، ويريد ذوي الأجسام السليمة القوية البنية ) من كتب عقب العزاري أدخلوه بيت لاري فرح والمقسوم جاري صايبه خير وشر ( يقصد أن من كتب اسمه في كشف القبول الأولي بعد العزاري وهي المشقة والتعب ، فإنه يحول إلى مكتب آخر يتولى ( لاري) بقية الإجراءات ) من قضب بيده كتابي بات سهران يحاتي عاف من حلو المباتي يوم يوعد من بكر ( من يقبل مبدئياً ويسلم خطاب القبول يبيت ليله في فرح ينتظر اليوم التالي ليكتمل قبوله ويبدأ في العمل ) أركبونا بالمواتر ودفعونا للدخاتر وا شقى من كان فاتر يوم دش المختبر ( يبدأ هنا التحليل وتحويل المقبولين للكشف الطبي ، ولكن المسكين من يدخل المختبر وهو فاتر يعني مريض في تلك اللحظة ، عبر عنها بقوله فاتر ، من الفتور وهو الضعف ، أما الدخاتر فهم الدكاتر أو الأطباء ) من تقدم ما خذينه جاه ( بوي) وسد عينه والنقاط مقابلينه في أمان وفي سفر كان عد بلا شعر اكتبه صفر بصفر راح هجسه منكسر والتعب كله خسر ( هذا يعني أنهم يختبرونه في النظر بعد أن يقوم ( بوي ) وهو المسؤول عن فحص النظر بسد أحد عيونه ، واختبار الأخرى ، حيث يتبين النقاط التي أمامه على اللوحة وتحديد فتحة العلامة المعطاة ، فمن يقوم بالتخمين والقول بدون شعور فإن النتيجة صفر بصفر ، تأكيد ) كان هو رجال تكونه وقال قول يكتبونه أدخلوه بيازنونه ان رضا ولا قصر عقب ما يوزن غدوا به وو مروه بفصخ ثوبه وسدحوه وبرقوا به ان صلح ولا دمر ( أما إن كان صحيح النظر وقوله عن علم وبصر وليس تخريصا وتخمينا وعبر هنا بكلمة (تكونه ) يعني تكانة ، وهي عامية مأخوذة من الفارسية تعني ثقة فإنه يكمل معه بقية الإجراءات من وزن وفحص سريري عام ) ان دمر وا عزتي له راح ثوبه ما يشيله بالمذله والفشيله صايبه ضيم وقهر ( أما إذا لم يصلح للعمل فإنه سوف يعود لأهله في مذلة وخجل من كونه لم يقبل في الشركة الجديدة التي يعمل فيها بقية الشباب ، وعبر عن المذلة بكونه لا يستطيع حمل ثوبه الذي يلبسه بسبب تناهي قوته وعدم اعتزازه من شدة المذلة ) ثم قالوا له تعال سلم لعكسك ريال واحضر شهودك رجال قبل شور ومستشور ( وهنا يبدأ في الإجراءات الأخرى النظامية وهي إصدار وثيقة فيها صورة شخصية قيمة الصورة والوثيقة ريال كرسم وعبر عنها بقوله عكس ، وهو الصواب بدل كلمة صورة التي ليست صحيحة في هذا المجال ، ويبدو أنه يقصد هنا إصدار تابعية للجنسية ، لأن المتقدمين بعضهم لم يستخرج تابعية بعد ولا شهادة ميلاد وهي ضرورية للعمل ) صححوا بالتابعيه وارسلوه بلا هديه قال: وش يبقى عليه؟ قالوا : قرطاس حمر سنعونا بالستور في نعيم وفي سرور ذا يجي وذا يدور لين ما بان الأدر (الأدر) ساس اللعين كنه الثور البدين كل حكيه بالرطين عندنا لا من حضر صاحب ما فيه خير زود ربعه مايصير ابركه منه وكثير رجل لا منه حضر من بغا منهم زياده راح ما حوش مراده وإن سكت و إلي قراده وإن تكلم في خطر ومن طلب منهم يغير صار في شبكه محيّر لكن ابن ادم امسير في البرور وفي البحر اتمنى والتماني زادني منه امتحاني من غبطني في مكاني شاف في حاله غَيَرْ الجبل مابه مكظّة فيه راحات وغضة كل مخلوق وحظّه وان جزع ماله مفر ان تعلاّ الحظ فوق في (البياذر) ( والرقوق) أو (جنير) أو يسوق أو استاد إلى نجر وان غدا حظّه دمار مسكّوه شيول حفار واستوى طباخ قار صار في حالٍ غير الجبل فيه الوناسه والمراجل والهياسة كل مبنى فوق ساسه من رماد ومن صخر الجبل ما يمنع اللي فيه خير ومستدلِّي من بغى الطاعة يصلّي ومن بغى يكفر كفر ( استخدم كلمات انجليزية أو محرفة منها بحكم وجود هذه الكلمات في المنطقة الشرقية ومفهومة لديهم ، وهنا يذكر المدير والمراقبين وأنهم يدورون لتفقد العاملين ويصفهم بأنهم شديدون ، وأن الحظ الطيب يسهل الأمور على العامل فيجعلون صاحب الحظ الجميل في عمل سهل أما صاحب الحظ العاثر فيضعونه في عمل صعب مثل قيادة الشيول والمعدات الثقيلة أو طباخ قار يشعل النار على براميل القار ويقابلها في هذا الحر ) رحم الله قائلها أيا كان هو ، حيًا وميتاً وأثابه على تلك المعاناة وعلى القصيدة ومعانيها آمين وهي أيضا مناسبة نقولها لمن هو مسؤول عن التوظيف في الوقت الحاضر ، بأن عليه تسهيل أمور المتقدمين للوظائف حتى لا يسجل التاريخ القادم مثل هذه القصيدة التي تعتب على المتشددين في القبول ، في وقت الكل يريد أن يخدم بلده ووطنه ومجتمعه