قال باحثون أمريكيون إنهم فوجئوا بعد ما تبين لهم أن متوسط العمر المتوقع، زاد بنسبة 6.2 في المائة خلال فترة الكساد العظيم أو الانهيار الكبير، في إشارة إلى البطالة والأزمة الاقتصادية التي ضربت الولاياتالمتحدة في عام 1929م. وخلصت الدراسة إلى أن هناك علاقة بين تحسن الصحة، والتراجع الاقتصادي بالنسبة لكافة الأعمار باستثناء الحالات التي يقدم فيها أشخاص على الانتحار. أما في بريطانيا فقد وجُد أن الأشخاص العاطلين عن العمل أكثر سعادة من الذين يشعرون بالخوف من فقدان وظيفتهم في أي وقت. وأفاد موقع «دايلي ميل» البريطاني بأن الباحثين وجدوا أن من لا يعملون يكونون سعداء أكثر من الأشخاص الذين يعملون بوظائف أقل ضماناً أو لا مستقبل فيها. وقالت احدى الباحثات في جامعة «استرالبا الوطنية» في كانبيرا ليانا ليتش إن العمل في أي وظيفة ليس بالضرورة أفضل من عدم العمل ابداً. وأجرى الباحثون دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة بريطانية على 4 آلاف شخص تحدثوا عن أوضاع توظيفهم والشروط وحالتهم العقلية. وأوضحت ليتش أن نتائج البحث مهمة لأصحاب العمل وللبرامج الحكومية أيضاً المعدة لايجاد أعمال للعاطلين عن العمل. وأشارت إلى أن تلك البرامج الحكومية تركز عادة على ايجاد أي نوع من العمل في أسرع وقت ممكن، لكن الدراسة أظهرت أنه إن لم يتم التركيز على نقل الأشخاص إلى عمل مُرض لهم، فإنه على الأرجح لن نرى فوائد لذلك. وإذا كانت البطالة تجلب السعادة وطول العمر على اعتبار أن صاحبها خال من الهموم، وحسابات الراتب، وفيلم تدبير النفقات الشهري، وتنظيم الحياة حسب الدخل، إضافة إلى معاناة من يعملون لأسباب مختلفة، فإن البطالة أيضاً في ألمانيا لها صورة مختلفة تماماً عن صورة من لا يعملون، والذين قد يبحثون أحياناً عن عمل والسبب أن العاطلين عن العمل في ألمانيا يفلسفون الكسل ولديهم جمعية علنية يطلقون عليها اسم «الحيوانات الكسولة» «الدببة» ويرفضون تبديد حياتهم القصيرة في العمل 9 ساعات يومياً. هذه الجمعية التي ينتسب إليها العاطلون عن العمل والمستمتعون بالفراغ والبطالة تفرّد منها المواطن الألماني آرنو دوبل - 54 عاماً - بلقب أوقح عاطل عن العمل في ألمانيا. حيث إنه يعيش منذ 36 عاماً من دون عمل من خلال فلسفة خاصة تدعو إلى الكسل وكره العمل، والتبشير بهذه الأفكار علنيا في التلفزيون حيث انه ظهر في مختلف البرامج التلفزيونية الألمانية 15 مرة خلال السنوات التسع الماضية. ويظهر في البرامج يناقش في السياسة والاقتصاد، ويروّج للبطالة منذ عام 2001م لكنه في المرة الأخيرة ظهر في برنامج معروف ومخصص للمشاهير في عالم السياسة والاقتصاد والفن وتباهى قائلاً: «من يعمل غبي.. العمل يرهقني.. يبدّد قواي» ما جعل أضواء دائرة العمل تركز عليه وتسلّط أضواءها على وقاحته حيث أجبرته على العمل لمدة 4 ساعات يومياً في محل لكي الملابس مقابل 500 يورو في الشهر حتى يسدد من هذا العمل جزئياً معونات البطالة التي يتلقاها منذ عقود والبالغة 650 يورو شهرياً، وقد قدرت المساعدات التي تلقاها الرجل خلال فترة بطالته الطويلة بأكثر من 300 ألف يورو. ملامح الصورة الأهم لهذا العاطل تتركز في أنه قد عيّن له «مدير أعمال» اختاره أيضاً من بين أوساط العاطلين حيث يقع على هذا المدير العاطل تهيئة أجواء سفر «دوبل» وحجز الفنادق وتنظيم حساباته أثناء مشاركاته في البرامج التلفزيونية، التي يتلقى مقابل الظهور بها 500 يورو تقريباً كمكافأة، يقوم مدير الأعمال بتوزيعها على السفر والسكن المريح في الفنادق، وتسديد وجبات الطعام بقي أخيراً الاشارة إلى أن للعاطل الوقح 5 أشقاء و6 شقيقات يعملون كلهم وهو يقول انه لا يشعر بالخجل أمامهم من بطالته لأنه يحترم الكسل. والواقع أن دوبل وغيره ممن ينتمون إلى الجمعية عاطلون رسميون واختاروا ذلك حباً في الكسل.. لكن هناك كثير من العاطلين رغم أنهم يعملون ولكن هذه الأعمال مضمونها البطالة فعلياً، وهناك العاطلون بالوراثة رغم أنهم ليسوا بحاجة إلى مساعدات، ومع ذلك تبدو البطالة ممتعة وتكرس لساعات نوم لن يوقظك منها المنبه، أو يزعجك بعد ذلك مسؤول العمل، ولن تحتار لضآلة الراتب لمن يعملون بمرتبات ضعيفة، ولا تحقق أدنى درجات الأمان، وبالتالي لم يكن مستغرباً أن يتقدم بعض الأشخاص منذ صدور الإعانة للعاطلين بقيمة 2000 ريال التي لم تعرف حتى الآن باستقالاتهم من أعمالهم البسيطة والتي من الممكن أن تتجاوز 3000 ريال وانتظار المعونة بصفة عاطل وليس موظفا محدود الدخل، يتداخل مع ذلك الاستمتاع بلحظة استلام معونة متصاحبة مع بطالة وتعايش يومي مع الكسل اللذيذ، وعدم الإرهاق، والتحرك اليومي الموجع، رغم أن هؤلاء من المؤكد لم يقرأوا عن جمعية الكسل، ولكن احسوا بلذة البطالة ومتعتها الجميلة!