تعرض المملكة من خلال معرض "روائع آثار المملكة عبر العصور" في متحف الارميتاج بسانت بطرسبرغ بروسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وافتتحه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة ووزير الثقافة الروسي الاثنين الماضي (347) قطعة أثرية نادرة تعرف بالبعد والإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وتقدم لهم شواهد حية للأرض التي كانت المركز التجاري والاقتصادي والثقافي للحضارات القديمة. وتعكس القطع المعروضة المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، والتأثير في الحضارات انطلاقاً من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محوراً رئيساً في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري بينها. وتغطي القطع المعروضة الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى العصرالسعودي، ومن تلك القطع ما يتميز بجمال الصنع والتميز الفني، مثل القناع الذهبي من موقع ثاج الأثري، ومكعب حجر تيماء المنقوش بزخارف بارزة، وكذلك اللوحة الجدارية الملونة من موقع الفاو وعليها رسوم ملونة بألوان طبيعية جميلة. وتتضمن المعروضات قطعاً ترجع إلى العصر الحجري، ومنها جرة فخارية مزدوجة الشكل المخروطي من نوع كان معروفاً في بلاد الرافدين (2900 سنة قبل الميلاد) من فترة الحضارة الدلمونية، إضافة إلى عدد من الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني. ومن القطع المميزة أيضا أواني الكلوريت من جزيرة تاروت، تحمل زخارف متنوعة منفذة بطريقة الحفر الغائر لأشكال آدمية وحيوانية ووريدات وزخارف نباتية، وثالثة مزخرفة برسم سلاسل متكررة، وآنية اسطوانية الشكل منحوتة في حجر نادر، ناتج عن تحجر المرجان. قطع تحكي حضارات متعددة في الجزيرة العربية