عندما نرى ما يحدث حولنا من انتشار رهيب لأمراض نفسية او عقلية ، كمرض الفصام او ثنائية القطب، او الاكتئاب او القلق والامراض العصابية الاخرى ، يصعب علينا ان نُرجع الامر الى الوراثة او سوء التنشئة او الاضطهاد، او الخوف او ضغوطات الحياة او غير ذلك ، ثم نتجاهل سببا قويا نغفل عنه كثيرا وهو سوء التغذية والحرمان الواضح من بعض الفيتامينات !!.. ***** دعوني أضربْ مثلا بسيطا يتضح به معنى ما اقول ، وليكن الحديث اليوم مقتصرا على الفيتامين (دال) ، هذا الفيتامين الذي اهتم به العلماء والاطباء في الفترة الاخيرة وخرجت البحوث والدراسات الحديثة التي تؤكد ان نقص هذا الفيتامين يعد من الاسباب الرئيسة في الاصابة بمرض الفصام العقلي ، وكذلك من اسباب الاكتئاب العارض والوساوس القهرية والهلاوس البصرية والسمعية والثشويش ، وكذلك من اسباب ضمور المخيخ ومرض الزهايمر ومرض التصلب اللويحي ، بل إن نقص فيتامين دال هو من اسباب اهتزاز جهاز المناعة وانعكاسه على نفسه فيهاجم بعض الاجهزة الحيوية كالبنكرياس فيسبب السكر ، وكالخلايا الصبغية فيسبب البهاق ، وكبصيلات الشعر فيسبب الصلع وهكذا ، بل وجد أن كل خلية في الجسم البشري لها مستقبلات خاصة بفتامين دال ما يعني ان كل خلية تحتاج هذا الفيتامين ولا تستغني عنه.. وأعرف صديقة لي كانت تشكو من ألم في العضلات والمفاصل وآلام رهيبة في أسفل الظهر وكان ضغطها لا ينضبط ابدا ، وعندما عرضت نفسها على طبيب خبير قال لها : صدقيني لا ينقصك الا فيتامين دال ، وبعد جرعات مركزة لمدة شهر واحد فقط ذهبت كل آلامها ولانت مفاصلها واعتدل ضغطها بشكل لا يصدق !! .. والاعجب من هذا ما يقوم به هذا الفيتامين الذي يتحول في الجسم الى هرمون حيوي يساعد في القضاء على الالتهابات والجراثيم وفي القضاء على الخلايا الشاذة السرطانية قبل استفحالها، وفي القضاء علىالثعلبة والذئبة الحمراء .. ***** وأؤكد هنا ومن خلال خبرتي مع مرضاي الذين يراجعونني في العيادة ، أن كثيرا منهم خصوصا المكتئبين والسوداويين والوسواسيين عندما طلبتُ منهم اجراء فحص لمستوى فيتامين دال ، وجدت انهم لا يتجاوزون معدل العشرة في حين ان المعدل الطبيعي يجب الا ينزل عن معدل ثلاثين الى سبعين !!.. ولكن بحمد الله سرعان مايمكن تعديل هذا الخلل من خلال جرعات مركزة على شكل حبوب او نقاط او حتى حقن عضلية تؤخذ لمدة شهرين الى ثلاثة اشهر فقط حتى لا يحصل التسمم بسبب التراكم ، ويحصل بعد ذلك التشافي الذي ربما استغرق نصف سنة اي عشرة اشهر ، يحس الانسان بعدها انه قد ولد من جديد ، خصوصا وان الجرعة الموصى بها يوميا قد تم رفعها من (400 وحدة دولية الى 800 وحدة ) بسبب ان اكثرنا لا يتعرض للاشعة فوق البنفسجية التي لا تتواجد الا في ساعات الصباح الاولى، او قبل غروب الشمس ، اضافة الى قلة تناولنا للمأكولات البحرية خصوصا السلمون والماكريل والتونة وزيت كبد الحوت ، وبالتالي فنحن عرضة لهذا النزول الخطير ، ما يعود علينا بهذه الامراض العقلية والنفسية والعصبية والجسدية وامراض هشاشة العظام والنقرس والتهاب المفاصل ، صحيح انه ليس السبب الوحيد ، لكنه سبب جوهري لا يستهان به.. وعلى دروب الخير نلتقي ..