سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القمة العربية - اللاتينية تفتتح اليوم في البرازيل وسط غياب عربي ملحوظ إقرار مسودة «إعلان برازيليا» بلا تغيير.. والاتفاق على آلية لمتابعة التعاون والتنسيق
اجتمع وزراء خارجية دول اميركا الجنوبية ونظراؤهم من الدول العربية امس الاثنين لوضع اللمسات الاخيرة على مشروع الاعلان الختامي للقمة العربية - الاميركية - الجنوبية التي تفتتح اليوم الثلاثاء في العاصمة البرازيلية وهي الاولى بين التجمعين الاقليميين الكبيرين اللذين يتطلعان الى شراكة سياسية واقتصادية بينهما. واقر كبار المسؤولين في دول اميركا الجنوبية الاثنتي عشرة وفي دول الجامعة العربية ال 22 الاحد مسودة الاعلان بلا تغيير بعد ان اتفقوا على آلية لمتابعة القرارات التي ستصدر عن القمة من اجل مواصلة العمل على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتنسيق السياسي بين التجمعين. وقال الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي لوكالة «فرانس برس» ان الدول العربية هي التي بادرت باقتراح آلية لمتابعة التعاون والتنسيق «لاننا لا نريد لهذه القمة ان تكون الاولى والاخيرة ولكننا نأمل ان تكون بداية لشراكة اقتصادية وسياسية بين تجمعين من الجنوب لديهما مصالح مشتركة». واضاف انه تم الاتفاق على عقد اجتماعات لوزراء خارجية الدول العربية والدول الاميركية الجنوبية بشكل دوري مرة كل عام على الاقل كما تقرر عقد اجتماعات تنسيقية بين مندوبي التجمعين في الاممالمتحدة بشكل منتظم. وتريد الدول العربية تأييد اميركا الجنوبية لترشيح مصر لمقعد دائم لمصر في مجلس الامن في اطار خطة اصلاح الاممالمتحدة وفي المقابل تأمل دول اميركا الجنوبية في تأييد عربي لترشيح البرازيل كذلك لمقعد دائم في مجلس الامن. واوضح بن حلي انه تقرر ايضا عقد اجتماعات للخبراء لتنمية التعاون في القطاعات المختلفة وخاصة التكنولوجيا والنقل والاستثمار، كما تقرر تعزيز التبادل الثقافي من خلال انشاء معهد للبحوث المتخصصة في شؤون اميركا اللاتينية اقترح المغرب استضافته. كما تقرر عقد اجتماع لخبراء من الاقليمين لاختيار مراجع مكتوبة باللغة العربية واخرى باللغات الرسمية لبلدان اميركا الجنوبية لتبادل ترجمتها من اجل تأسيس مكتبة اميركية جنوبية - عربية في المستقبل. واكد بن حلي ان قطاعي النقل والتكنولوجيا سيحتلان حيزا كبيرا من الاهتمام لان ايجاد وسائل مواصلات مباشرة بين العالم العربي واميركا الجنوبية من شأنه ان يعزز فرص التبادل والتعاون كما ان الدول العربية «تأمل في ارسال دارسيها الى دول اميركا اللاتينية لاكتساب الخبرات التكنولوجية خاصة بعد ان ضاقت فرص ايفادهم الى الولاياتالمتحدة واوروبا منذ (اعتداءات) 11 ايلول (سبتمبر)». يذكر ان القمة ستشهد اعلان انشاء اول خط طيران مباشر بين العالم العربي واميركا الجنوبية وهو الذي ستسيره اعتبارا من الصيف المقبل شركة طيران الامارات من دبي الى ساو باولو، العاصمة الصناعية والتجارية للبرازيل. وعلى هامش القمة تعقد ندوة حول سبل تنمية الاستثمارات في دول اميركا الجنوبية والعالم العربي بمشاركة 800 رجل اعمال من بينهم قرابة 200 من الدول العربية. وتتطلع دول اميركا الجنوبية الى جذب استثمارات عربية لتمويل مشروعات كبيرة في مجالي البنية الاساسية والسياحة. وقال دبلوماسيون جنوب اميركيين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية للقمة انها قد لا تسفر عن تطور نوعي فوري في العلاقات الاقتصادية بين التجمعين الاقليميين ولكنها ستؤدي الى تنامي التعاون تدريجيا. يذكر ان دول اميركا اللاتينية ضاعفت خلال عام 2004 حجم مبادلاتها التجارية مع الدول العربية اذ ارتفعت من حوالى 5 مليارات الى 10 مليارات دولار. ويميل الميزان التجاري عادة لصالح دول اميركا اللاتينية الا انه سجل توازنا العام الماضي بسبب ارتفاع اسعار النفط. وتستأثر البرازيل، صاحبة المبادرة بالدعوة الى القمة، ب 80٪ من حجم هذه المبادلات. وستقدم القمة دعما سياسيا قويا للعرب. ويتضمن مشروع الاعلان الذي سيصدر عنها الذي اكد الامين العام عمرو موسى انه «سيقر كما هو» رغم اعتراضات الولاياتالمتحدة عليه، انتقادا شديدا لاسرائيل ومساندة قوية للفلسطينيين كما ينتقد العقوبات الاميركية على سورية. وستمثل خمس دول عربية فقط على أعلى مستوى هي الجزائر (الرئيس الحالي للقمة العربية) والعراق والسلطة الفلسطينية وقطر وجيبوتي. ويحضر القمة رؤساء وزراء ثلاث دول عربية هي سورية ولبنان وموريتانيا وستشارك معظم الدول الاخرى على المستوى الوزاري. وفي المقابل تشارك تسع دول من اميركا اللاتينية على المستوى الرئاسي وستمثل ثلاث دول فقط على مستوى ادنى هي سورينام والاكوادور وكولومبيا.