** دمعت عيناي.. وأنا أتابع من خلال الفضائية السعودية لحظة دخول الملك (الوالد) عبدالله بن عبدالعزيز.. إلى مقر جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.. استعداداً لافتتاح هذا الصرح العلمي الضخم.. ووقوفه أمام الحضور.. واعتذاره منهم عن التأخير.. ومباركته لهذا الانجاز المهم في مسيرة هذا الوطن الغالي.. ** فقد أصر يرعاه الله على الحضور في هذا اليوم التاريخي.. لكي يدشن مرحلة مهمة من مراحل تطور هذا البلد.. وتقدم أبنائه.. ** فالمباني الشامخة التي أقيمت على مساحة (8.000.000) متر مربع.. بتجهيزاتها الضخمة.. والمتقدمة.. لم تكن هي الانجاز الوحيد الذي جاء الملك فرحاً.. من أجل الاحتفاء به.. وإنما الانجاز الحقيقي هو .. تنمية الانسان.. ورعايته وصناعة مستقبله.. في حاضنة علمية ضخمة.. وهائلة خصصها الملك لبنات هذا البلد.. وكأنه يقول.. أريد من هذه الجامعة .. بل ومن كل جامعات الوطن أن تحتفل اليوم بمرحلة من مراحل التطوير والاهتمام والعناية بالمرأة! .. بعقل المرأة.. بقدرات المرأة.. بمساهمة المرأة في صناعة بنات هذا الوطن وتحقيق المستقبل الأفضل لهن جنباً إلى جنبِ شباب البلد ورجاله.. ** كما أن الملك جاء إلى هذا المكان.. وسعد بما سمع ورأى، وسرح بتفكيره إلى المستقبل البعيد وكأنه يرى بلده.. وشباب بلده وشاباته.. وقد بلغوا شأواً عظيماً من التقدم والتطور في خدمة الانسان في كل مكان من هذا العالم، وليس فقط في تطوير بلده دون غيره.. ** ذلك أن نظرة الملك عبدالله (العالمية)، وتفكيره في الانسان.. أينما كان.. يمثلان بالنسبة لنا (خارطة طريق) نحو فكرة التعايش بين الشعوب.. والتقارب بين الأديان.. والتوافق بين العقول.. والشراكة في إعمار الكون.. ** ومن كانت نظرته بهذا الاتساع.. وبهذه الابعاد الانسانية.. والاخلاقية.. فإنه يمثل نسيجاً فريداً في عالمنا اليوم.. لانملك الا أن ندعو له - حفظه الله - بطول العمر.. وتمام الصحة.. وموفور العافية.. حتى يتمكن من رؤية المزيد من الانجازات التي حلم بها لنا.. وللانسان في كل مكان.. ** وليس لدي من تفسير لعاصفة الاستقبال المدوي له -رعاه الله- لدى وصوله إلى مقر الحفل.. وانطلاق زغاريد آلاف الاكاديميات.. والحضور من النساء والرجال.. ليس لدي من تفسير الا أن جميع هؤلاء ونحن الذين تابعناه من الخارج.. نحبه.. ونخاف عليه.. ونرفع أكفنا إلى الله سبحانه وتعالى بأن يمنحه المزيد من الصحة وطول العمر.. لكي يهنأ بما تحقق في بلده.. ولإنسانه.. من إصلاحات هدفها الأول والأخير المضي بنا إلى مقدمة الصفوف عن استحقاق.. ** فهل عرفتم لماذا دمعت عيناي.. وأنا أتابع هذه المشهد .. وأغرق في اللحظة.. وأحلم بالمستقبل؟! ** لقد دخل الملك عبدالله إلى قلوبنا جميعاً.. بإنسانيته.. ببساطته .. بقربه من النفس.. بعفويته.. وبنواياه الصادقة.. وقبل هذا وذاك بصفائه.. ونقائه.. وبإصراره على أن يجعل هذا البلد خير البلدان - كما أراده الله - ويحوّل حياة الانسان فيه إلى سعادة .. وهناء.. وطمأنينة.. ورخاء.. تقر به عينا الملك.. وتهدأ مشاعره.. ويطمئن إلى أن كل شيء يتم كما أراد.. وتمنى.. وحلم.. وعمل.. بطاقة هائلة.. على اختصار الزمن.. ونقل البلاد إلى مستويات متقدمة في أقصر وقت ممكن.. وإلا فمن كان يصدق ان ينتهي مشروع بمثل هذه الضخامة في سنتين وشهرين فقط.. كما أمر.. ووجّه.. وحرص.. ** ومن كان يصدق أن تشهد البلاد خلال خمس سنوات من الزمن فقط مشاريع ضخمة مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. ومدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة.. وست مدن اقتصادية.. وخمس وعشرين جامعة جديدة.. وثلاثة مراكز وصروح صحية عالمية في أبرز مناطق المملكة.. ومشروع سكك حديدية يغطي المملكة من شمالها إلى جنوبها.. ومن شرقها إلى غربها وأن تصبح المملكة ضمن مجموعة الدول العشرين.. وأن تتبنى دعوة التعايش بين الأديان على مستوى العالم.. وأن تكون المملكة أيضاً وطن أكثر من (60) عالمة سعودية تفوقن على مستوى العالم بأبحاثهن وطروحاتهن.. وإنجازاتهن العلمية الخلاقة.. وتصبح واحدة منهن نائبة وزير ومئات أخريات في مواقع قيادية مختلفة.. ** فلماذا إذاً لا تدمع عيوننا فرحاً.. وتتحرك قلوبنا دعاء للرجل الذي أراد ويريد لنا الخير.. ويتابع كل جديد من أجل إسعاد الانسان.. ** ثم .. لماذا لا نتوسم ونتوقع المزيد من الصلاح والإصلاح لأحوال هذا البلد.. لتكريس النزاهة.. ومحاربة الفساد.. والقضاء على البطالة بين الشباب التي تشكل هاجسه الأول والأكبر في الوقت الراهن.. ** نفرح لأننا نعيش معك وبك أبا متعب.. ** ونفرح لأننا نحس بالأمان في وجودك.. وأنت تحملنا في داخلك (هما) و(حلماً) و(عطاءً) متواصلاً.. ** ونفرح.. لأن الله سبحانه وتعالى يريد بنا خيراً.. وهو يمدك بعونه وتوفيقه.. ويبارك أعمالك ويستمع إلى دعاء الملايين لك.. ومن أجلك.. ** ونفرح لأن الوطن.. كل الوطن يراك.. ويلمس أعمالك وإنجازاتك.. ويضعك تاجاً فوق هام التاريخ.. لا عدمناك.. *** ضمير مستتر: **[ هناك من يحكمون شعوبهم بالقوة.. وهناك من يحكمونها بالحب.. وأنت منهم.. يا سيد هذا الوطن).