إن الحديث عن والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - ليس بالأمر الهين علي أبداً، لأن ما أنجزه للمرأة في أربعة أعوام يعادل.. فيما أتصور.. أربعين عامًا، لذلك لا أملك موهبة التعبير عنه تعبيرًا ينصف ملك الإنسانية استحقاقًا و عدلاً. و حين بدأت أصف حروفي، أوجست خيفة في نفسي رغم شعوري البالغ بغبطة خاصة لأن حروفي تشريفًا لي وتكريمًا. إن لوالدنا خادم الحرمين الشريفين رصيد ضخم من الإنجازات، و هي بلا ريب مجموعة مثيرة ينافس بعضها بعضاً، فهو أب، وقائد و صاحب القرار، يجمع بين رقة الإنسان و شفافية البيان و ملكة الحكمة بمستوى، مما يجعله يتفاعل بيسر و سكينة مع القرارات الداخلية و الخارجية، و يتعاطى معها بشفافية وحكمة. له محطات من الألم و الفرح في حياته، يذرف الدمع رحمة في لقائه بأطفال شهداء الوطن فيأسر حواس الإنسان، و أخرى يدفن أخاه الأمير عبد المجيد رحمه الله، و يشارك أهل الشمال فرحتهم في استقباله،و يعلو فوق هام الفرح إبداعًا حين يفتتح صروح العلم و منجزات الوطن فيصوغ لذلك باقات من القول في كل افتتاح! و رغم ما يمكن أن يقال عن يوم البيعة، فإن ذلك يجب ألا يحرمني شرف الحديث عن والدي خادم الحرمين الشريفين، لأنني أؤمن إيمانًا لا ينازعه شك بأن إنجازاته الكثيرة تقف شاهدًا نزيهًا له لا يفتقر معها إلى شهادة مخلوق. و إشراك حواء في التنمية، لا يبرح الذاكرة و لا يمل ذكره اللسان ما برح يضيء أروقة حياتنا إبداعًا و فرحًا . تعيين نائبة وزير التربية و التعليم الأستاذة نورة الفائز في قطاع التعليم، و تعيين السيدة لبنى العليان - كبيرة المسؤولين التنفيذيين في مجموعة العليان- في مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية،و مشاركة المرأة عضوًا في مختلف المجالات. و كان لتسمية جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات بإسم عمته ترجمة لقوله " أمي امرأة و أختي امرأة، و ابنتي امرأة، و زوجتي امرأة، و سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه النساء من قيادة السيارة، زد على ذلك أنه في بعض مناطق السعودية في الصحاري أو المناطق الزراعية تجدون نساء يقدن سيارات،إن المسألة تتطلب الصبر.. و مع الوقت أعتقد أن هذا الأمر سيصبح ممكنًا." و هذه الإشادات و الشهادات من ناحية أخرى تحمل رسالة للمجتمع أيضًا بأهمية تضافر كل الجهود لتشجيع مسيرة المرأة، و الاعتراف بحقها في التنمية. و بعد.. إنها نبذة تاريخية موجزة اقتبستها من سيرته، محاولة رسم صورة تقريبية عنه انجازًا و خدمة و عطاءً لهذه البلاد. و بهذه المناسبة نرفع آمالنا لوالدنا لنعبر فيها عن طموحاتنا العليا المعقودة عليه، بأن تصبح المرأة عضوة فعالة و ليست مجرد مستشارة في مجلس الشورى، و مديرة لجامعة البنات و ليست عميدة شطر الطالبات، و أن تشارك بفاعلية بدورها في التنمية. [email protected]