لم يكن احتفالا عاديا ذلك الذي كنا ننتظره.. بل هو فرحة بإنشاء مدينة جامعية ستغدو من أشهر معالم الرياض.. ومما يلفت النظر خصوصيتها للنساء.. ومثلها في العالم بتلك الخصوصية لا يصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة.. وما ذلك إلا امتداد لمسيرة تعليم المرأة الذي أتى متأخراً لظروف عدة ووصل متقدماً. فرحنا بمولدها كجامعة.. والذي أثبت للعالم أن لكليات البنات كياناً ككل كليات العالم.. بكونها تندرج تحت ظل جامعة.. ثم استبشرنا بوضع حجر الأساس لها.. ودعونا لمن أولاها هذا الاهتمام البالغ والعناية الفائقة دعاء كثيرا.. خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. وها نحن نحتفل بشبابها.. باكتمال نموها وبنائها، أصبحت مدينة جامعية يلتفت لها العالم.. بل ويشير بيده متحدثا عنها كل من يدخل مدينة الرياض قادما من مطارها.. لا بعظم مساحتها فحسب بل بتصاميم أبنيتها ومختلف أشكالها.. هذا فقط لمن لا يعلم ما بداخلها.. فكيف بمن يعلم أنها لا تحوي فقط المباني الإدارية، بل إنها تحوي كل ما تحويه المدن من سكن (لأعضاء هيئة التدريس والطالبات) ومسجد ومكتبة مركزية ومختلف الخدمات من مطاعم وأسواق وشوارع. بل وأكثر مما تحويه المدن كالقطار السريع. وإذا بلغ اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمبانيها ما جعلها تظهر بهذه الجودة وهذا الإبهار، فلا شك أن اهتمامه حفظه الله سيمتد حتى يطال مستواها العلمي وكادرها التعليمي، بما يحقق حصولها على الاعتماد الأكاديمي، وأن تحقق رؤيتها كجامعة تعليمية بحثية، وأن تكون أمنية كل مواطنة الانتماء لها بشكل أو بآخر سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا. هذا الصرح الجبار بتلك البنية التحتية الهائلة سيتبعه بمشيئة الله إدارة حديثة وتطوير تعليمي وبحثي يخلق للمرأة ومن المرأة كيانا فاعلا في تنمية دولة مميزة بقيادة أكثر تميزا. سيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين.. لا شكر يكفي ولا فرحة توصف وحب ليس له حدود. فرحنا سيدي بمباني جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وننتظر استمرار دعمكم الكريم حتى نفخر بمستواها العلمي والبحثي بإدارة حديثة ونراها في مصاف الجامعات العالمية. * عميدة الدراسات العليا بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن