«إن النتائج التي توصل إليها البحث هي ثورة في آلية المصادقة على دخول الانترنت « بهذه العبارة اختتمت المبتعثة السعودية سارة العتيبي حديثها للرياض بعد أن حصلت وبتميز على درجة الماجستير وبدأت الدراسة في درجة الدكتوراه في تخصص تكنولوجيا الويب من كلية علوم الحاسب من جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا. الرياض حاورتها حول الجديد في فكرة الدخول للانترنت عبر البصمة وهي مطبقة سابقاً، وعن القدرة على تطبيق تلك التقنية على ارض الواقع والعقبات، وحول المقاييس الحيوية ومقارنتها ببصمات أخرى والقدرة التشغيلية ورصد الأضرار الطبية المحتملة والجانب التطبيقي من هذا البحث. * الفكرة كانت موجودة مسبقاً ولها عدة تطبيقات فما هو الجديد الذي توصلتم إليه ؟ - فكرة استخدام بصمة الأصبع موجودة فعلاً في الخدمات الحكومية لمعرفة صاحبها متى ما تم الاحتياج إلى ذلك ويشرف عليه فريق تقني وفني وتستخدم في مجالات معينة، ولكن هذه الطريقة لا توجد بشكل سهل ومبسط للمستخدم العادي، ما سنقدمه جديداً هو تطبيقها بطريقة بسيطة وآمنة للدخول في النظم الموزعة في الانترنت حيث يستطيع المستخدم تصفح جميع حساباته في الانترنت من خلال مسح بصمة أصبعه مرة واحدة فقط بدلاً من استخدام اسم المستخدم وكلمة المرور لكل نظام. وفي الحقيقة، توجد بعض الأنظمة الحالية التي تعمل على التحقق من المستخدم في النظم الموزعة وذلك باستخدام حروف أو رموز أو أرقام مثل Microsoft Passport أو Shibboleth أو OpenID و غيرها الكثير، فقمت بعمل تحليل دقيق على النظم الموجودة حالياً تبعاً لثلاث معايير هي الأمن (Security) وقابلية الوصول (Accessibility) و قابلية الاستخدام (Usability). ووجدت أن هذه النظم تواجه مشاكل أما في الأمن أو في قابلية الاستخدام أو قابلية الوصول تبعاً لبحوث و دراسات سابقة. ومن هنا، توصلت إلى سؤال و فروض بحثي الذي قادني إلى تصميم و برمجة نظام FingerID الذي بعد اختباره على عينة من المستخدمين و باستخدام برامج و اختبارات معينة وجدت انه يحقق أهدافي . * هل يعني ذلك بأن المستخدم لم يعد بحاجة إلى حفظ كلمات المستخدم والمرور في حساباته ؟ - مع اعتمادنا على الشبكة العنكبوتية وكثرة البرامج الخدمية أصبح لدينا عشرات من أسماء المستخدمين وبالطبع كلمات المرور التي يفترض اختلافها عن بعضها، اضطر الكثير على كتابتها على ورقة مستقلة أو وضع ملف على الجهاز وفي أفضل الأحوال محاولة التذكر لكن مع الأسف تنسى بسهولة وفي كل مرة تطلب من الجهة أن تعيد إرسال كلمة المرور، كل هذه الأسباب تجعل من المهم الخروج بمنتج يدمج الأمن مع السهولة في الدخول. * هناك بصمات أخرى كالعين والصوت، أليست أكثر دقة من خدمة البصمة ؟ - تبعاً لعدة دراسات أكاديمية على فعالية المقاييس الحيوية، وجدنا أن بصمة العين هي واحدة من أفضل المقاييس الحيوية و أكثرها انتشاراً. لذلك، بدأنا في تطبيقه على النظم الموزعة وبقية المقاييس الحيوية سوف تأخذ بعين الاعتبار في الخطة القادمة. * ينشر بين الوقت والآخر أن هناك أضراراً لمثل هذه التقنيات فهل هذا صحيح ؟ - لكل تقنية يوجد لها جانب سلبي و جانب ايجابي، وكل جديد يواجه في البداية تخوفاً أو عدم مصداقية من المستخدم العادي للتقنية. ولكن بما أننا نركز في الجانب البحثي، وما يهمنا هو اكتشاف تقنيات جديدة، فقد وجدنا التقنية التي قمنا بتصميمها ذات امن عالٍ و قابلية وصول و مرونة عالية حيث إنها تحفظ الوقت و كذلك تساعد كثيراً من المستخدمين ذوي الاحتياجات المعينة مثل الكبار في السن أو ذوي الإعاقات البصرية ، ولن نهمل الجانب الطبي . * من سيكون المرجع للخدمة هل هي الحكومات أم شركات توفر الخدمة ؟ - خدماتنا في البداية كانت خدمة مجانية ومتوفرة لأي مستخدم يسجل فيها على الرابط www.fingerid.me حالياً، ومع وجود عدة شركات متحمسة لتطوير الفكرة و لحفظ حقوقنا، أوقفنا الخدمة حتى نقوم بعقد رسمي مع إحدى الشركات التي تتبنى الفكرة وتصميمها حتى يخرج المنتج للمستخدم بخدمه ذات مستوى عالٍ ويتم تسويقه على الجهات الحكومية والشركات. * هل سيكون هناك تعامل مع مختلف الأنظمة المتوفرة ؟ - حالياً قمنا بتصميمه على نظام الويندز ويعمل مع جميع أجهزة السكنر المتوفرة حالياً في الأسواق. وفي المستقبل القريب سوف يعمل عدة نظم تشغيل أخرى مثل الماك وغيرها. * ما هي متطلبات التشغيل و كيف سيتوفر الجهاز ؟ - النظام المقترح لا يحتاج إلا وجود سكنر لأخذ البصمة وهو متوفر بالأسواق و بحدود 40 باوند و جهاز يحمل نظام ويندوز، ويمكنكم الاستغناء على سكنر البصمة إذا كان جهازك يحوي خاصية البصمة. * هل هناك جانب من الدراسة يتنبأ بتحويلها لجانب عملي ويرصد ايجابياتها وسلبياتها ؟ - نعم بكل تأكيد، بحثنا غطى الجانب العملي وقيمة التكلفة الأساسية وما هي الفوائد وما هو العائد الربحي خلال خطة قريبة وبعيدة المدى. * ما هي الخطوة القادمة للبحث ؟ - تطوير الفكرة وتطبيقها عملياً وذلك بالحصول على دعم من إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال. وكذلك، تطبيق عده طرق من المقاييس الحيوية مثل بصمة اليد، و العين وغيرها.