انتشر الجيش ورجال الأمن بكثافة اليوم في ابرز معاقل الاحتجاجات تحسبا للتظاهرات المتوقع حصولها بعد تجدد الدعوة للتظاهر في يوم "جمعة حرائر سوريا" رغم العنف الذي تبديه السلطات السورية لقمع التظاهرات وحملات الاعتقال الواسعة التي طالت متظاهرين ومثقفين. وياتي ذلك فيما ذكر مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد اصدر أوامر "حاسمة وجازمة" بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، إلا أن ناشطا حقوقيا قال إن "قوات الأمن أطلقت النار من أسلحتها الرشاشة في الهواء لتفرق آلاف الأشخاص الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة للتظاهر"، وكان ناشط حقوقي آخر أشار إلى "انتشار أمني كثيف" قائلا "أقيمت حواجز أمنية في كل المدن السورية والقرى التي شهدت تظاهرات" مؤخرا للمطالبة بإطلاق الحريات، وذكر ناشط أن "المئات تظاهروا في جديدة عرطوز (ريف دمشق) ضد النظام" لافتا إلى قيام عدة مظاهرات في شمال شرق البلاد كدير الزور والميادين والبوكمال، وذكر ناشط أن "مظاهرة تضم نحو 3 آلاف متظاهر انطلقت من أمام جامع قاسمو في القامشلي بالإضافة إلى الدرباسية (غرب القامشلي) التي شهدت مظاهرة تضم نحو 2500 متظاهر"، كما جرت تظاهرة في مدينة سقبا (ريف دمشق) ضمت "نحو ألف متظاهر". وأشار إلى "حملة اعتقالات واسعة في جميع أرجاء سوريا شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور (شمال شرق) واللاذقية (غرب) والقامشلي (شمال) ودرعا (جنوب)" حيث اندلعت التظاهرات منتصف مارس، وبحسب ناشط آخر "فان أكثر من ألفي عنصر من الجيش انتشروا في الساحة التي تجري فيها عادة التظاهرات وفي الشوارع المؤدية لها في بانياس" التي دخلها الجيش السبت الماضي، وقتل 9 أشخاص بينهم أربع متظاهرات في هذه المدينة التي يقطنها نحو 50 ألف نسمة.. وتنوي السلطات "تنظيم مظاهرات مؤيدة للنظام في درعا وبانياس" حسبما أفاد الناشط. وفي ردود الفعل الدولية أعلن وزير الخارجية الاسترالي كيفن راد الجمعة أن بلاده ستشدد عقوباتها على سوريا منددا بالقمع العنيف الذي تمارسه دمشق بحق التظاهرات الشعبية الجارية في هذا البلد، وقال راد في بيان أن "استراليا تدعو السلطات السورية إلى وضع حد فورا لأعمال العنف بحق المدنيين وسحب الجيش من شوارع درعا وحمص وغيرها من المدن"، كما دانت الإدارة الأميركية الخميس تفريق تظاهرة الطلاب في مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية التي كانت حتى الآن بعيدة عن أعمال العنف نسبيا، وجاء في بيان للسفارة الأميركية في دمشق نشرته وزارة الخارجية الأميركية أن "قوات الأمن السورية استعملت العصي والهراوات وفرقت بوحشية مجموعة من طلاب جامعة حلب كانوا يريدون التظاهر سلميا للمطالبة بإنهاء القمع"، وأشارت السفارة إلى التناقض بين هذه المعاملة وبين معاملة متظاهرين تمكنوا للمرة الثالثة خلال هذا الأسبوع من التظاهر أمام السفارة الأميركية للتنديد بالموقف الأميركي حيال سوريا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعلنت الخميس أن قمع التظاهرات في سوريا يعتبر "إشارة على ضعف واضح" وليس على قوة، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر اليوم من أي تدخل أجنبي في سوريا، داعيا المعارضة السورية إلى عدم تكرار "السيناريو الليبي" كما أفادت وكالات الأنباء الروسية، وقال لافروف خلال زيارة إلى كازاخستان "إننا قلقون جدا لان عملية المصالحة تأخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في هذه العملية لجهة استدراج قوات أجنبية لدعم تحركاتهم".