اعلن توم دونيلون مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الاحد ان هذا الاخير لا يعتزم زيارة باكستان في الوقت الحالي. وقال دونيلون في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" بعد اسبوع على القضاء على زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن "ليس هناك زيارة مقررة على جدول اعماله الى باكستان في الوقت الحالي"، مضيفا انه لم تكن هناك زيارة مقررة "قبل احداث الاحد" التي قتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة. وفي اكتوبر اكد البيت الابيض ان اوباما سيزور باكستان خلال العام 2011. وكانت الرئاسة الاميركية اعلنت في بيان ان اوباما "تعهد بزيارة باكستان في العام 2011". وقال دونيلون امس ان ادارة اوباما لا ترى دليلا على معرفة حكومة اسلام اباد بأن بن لادن كان يعيش في باكستان قبل مقتله. من ناحية اخرى شكك مسؤولون امنيون باكستانيون امس في تأكيد الولاياتالمتحدة بأن اسامة بن لادن كان يدير بنشاط شبكته واسعة الانتشار من مجمعه في ابوت اباد حيث قتل في الثاني من مايو. وقالت واشنطن السبت انه بناء على مجموعة من الوثائق واجهزة الكمبيوتر التي ضبطت في الغارة فقد كان مخبأ بن لادن شمالي اسلام اباد "مركزا نشطا للقيادة والسيطرة" للقاعدة حيث شارك في تدبير هجمات مستقبلية على الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول كبير بالمخابرات الباكستانية "الامر يبدو سخيفا. لا يبدو انه كان يدير شبكة ارهابية" وتتعرض باكستان التي تعتمد بشدة على معونات امريكية بمليارات الدولارات لضغوط شديدة لتفسير كيف تمكن زعيم القاعدة من قضاء كل هذه السنين من دون ان ترصده في موقع لا يبعد سوى بضع ساعات بالسيارة عن المقر الرئيسي للمخابرات في العاصمة. وزادت الشكوك في ان جهاز المخابرات الداخلية الباكستانية صاحب التاريخ الطويل من العلاقات مع الجماعات المتشددة ربما كانت له علاقات مع بن لادن او بعض رجاله على الاقل، وتوصف المخابرات الباكستانية بأنها دولة داخل الدولة. وترفض باكستان مثل هذه المزاعم وتقول انها تدفع ثمنا باهظا من الارواح والاموال لدعم الحرب الامريكية على التطرف التي بدأت بعدما شن اتباع بن لادن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان يلقي رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني كلمه امام البرلمان اليوم في اول بيان له الى الشعب الباكستاني بعد اكثر من اسبوع من وقوع الحادث الذي احرج البلاد. وقال مسؤولون باكستانيون ان حقيقة عدم وجود خدمة انترنت او حتى خط للهاتف في المجمع حيث كان يختبئ المطلوب رقم واحد في العالم تثير الشكوك في مركزية دوره بالنسبة للقاعدة. ويؤكد المحللون منذ فترة طويلة تفتت القاعدة حتى قبل سنوات من مقتل بن لادن لتتحول الى جماعة غير مركزية تعمل من دونه من الناحية التكتيكية. وعندما سئل عن تأكيد مسؤول بالمخابرات الامريكية بأن بن لادن "كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي توجيه القرارات التكتيكية" للقاعدة من منزله السري بأبوت اباد قال مسؤول امني باكستاني كبير "هذا هراء". الى ذلك طالب حسين حقاني السفير الباكستاني المعتمد لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية حكومته إجراء تحقيقات دقيقة حول أسباب اختباء أسامة بن لادن في مدينة "أبوت آباد"، ونقلت مجموعة "جنك" الإخبارية الباكستانية الناطقة باللغة الأردية مقتطفات من تصريحات السفير الباكستاني التي أدلى بها في مقابلة خاصة أجرتها معه إحدى قنوات التلفزيون الأمريكية التي أوضح فيها أنه لا يعتقد بأن الحكومة الباكستانية أو المؤسسة العسكرية الباكستانية ساعدت بن لادن في الاختباء في المكان المذكور. وأضاف إن حكومته تجري حالياً تحقيقات بهذا الشأن، وينبغي على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن لا تستعجل في الضغط على باكستان.