كلّ شيء فيه يفصح عما به إلا لسانه.. إننا نعلّب مشاعرنا وأحاسيسنا (الطازجة) ، نتركها في أفواهنا زمنًا حتى تنتهي صلاحيتها .! حينما نخجل من التعبير عما نشعر به ونحسه ، نندفع إلى تلفيق قصص لا معنى لها أبدًا .. كان يلفّق الكلمات .. يخترع جملًا يعرف أنها غير مفيدة .. أحيانا يقتضي الموقف أن نقول أي شيء ، نهرب به من حرج السكوت .! كأننا نقدّم نشرة جوية (قديمة) لأحوال الطقس التي لا تتغير .. يحفظها ، عن ظهر قلب ، مذيع التلفزيون في زمن (الأبيض والأسود) .! وكما تذرو الرياح الهشيم ، تتناثر الكلمات الفارغة في فضاء الغرفة ، لتلتصق بالحيطان دون أن تترك أثرًا!. **** قال له صاحبه وهو ينفض رأسه كأنه ، ينثر كل ما علق بأذنيه : - توقف عن الكلام يا صاحبي ، إنك تشوّش به على صمتنا : " الحب كله لو جمع ربع ذرّة اللي في قلبي لك ملايين ذرّات إحساسي بك كوكب تعدّى المجرّة في هالفضا شيّد لنفسه مجرّات "! **** كيف تطلب الحب ممن فشل في حب نفسه ؟! موهوبون أولئك الذين ارتفع رصيدهم بحب الناس .. حينما يتحول الناس في عيوننا إلى (أرقام) ، ينكشف حسابنا في الحياة .. ونتحول إلى مجرّد (أصفار)!.! **** لو حذفنا الكلمات التي نرددها كل يوم ، لسطّر الصمت جملًا مفيدة ، تستحق أن يضمها كتاب.. **** آخر سطر : " يا غايبٍ عن مدى شوفي ومتمكنٍ في وسط جوفي ما اقوى العزا عنك لاوالله لكن تحّدتني ظروفي " !