تمنى أصغر خطاطي المصحف الشريف المشاركين في أعمال ملتقى " مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم " الذي ينظمه مجمع الملك فهد بالمدينةالمنورة حالياً ، الخطاط الجزائري محمد همام بن عادل الشبل التوفيق والنجاح لهذا الملتقى المبارك ببركة كتاب الله العزيز ، واصفاً المجمع بأنه سفير كتاب الله وكفى بهذا شرفا. وروى في حديث ل "الرياض " بداية قصته مع الخط العربي ، حيث كانت في سنة 2008 م ، وقد كنت في البيت مع أسرتي أتابع على التلفاز فعاليات افتتاح مهرجان الشارقة الدولي للخط العربي وكنت مهتما بالمعرض ، وأعجبني هذا الاهتمام بهذا النوع من الفن كما عجبت من مشاركات الخطاطين خاصة من نواحي العالم البعيدة. وأضاف قائلاً : سألني أبي , ما رأيك يا همام أن تصبح خطاطا وتشارك مع هؤلاء الخطاطين الدوليين ؟ فقلت له لأول وهلة , أنا لا أعرف هذا الفن ولا أتقنه إنهم أناس محترفون فرد علي : تتعلم وتصبح متقنا ، فقلت حتى وإن أتقنت فأنا صغير لا أستطيع المشاركة مع الكبار فقال لي : وما الغرابة ربما تكون أصغر خطاط في الوطن العربي ؟ فرددت قائلا : صح ممكن، ومباشرة أشار علي الوالد الكريم: ما رأيك أن تبدأ من هذا الأسبوع في تعلم الخط وسأكلم من يساعدك على ذلك ؟ فلم أتردد في القبول مباشرة ، ولأنه لا يوجد في المدينة التي أسكن فيها معاهد متخصصة في ذلك ، فقد خصص لي الوالد غرفة خاصة في مكتبه لهذا الغرض ، وبدأت منذ ذلك التاريخ في تعلم مبادئ الخط العربي وتحديدا بدأت بخط النسخ لأنه أقرب إلى كتابة المصحف من غيره من الخطوط. معارض الخطاطين الدولية تقتصر على الكبار والمشاهير ولا مكان فيها للصغار أصحاب المواهب وقال الخطاط محمد الشبل عن الجمع بين الموهبة والمهارة والعلم : إن الفنون بأنواعها تحتاج إلى أرضية من الإبداع والموهبة الربانية وقد حباني الله بحب الرسم والخط والفنون إجمالا فلما تحظى بحب الجمال فقد وفّقت لخير عظيم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال , ولا بد بعد ذلك من تعلم مهارة الخط على أصولها لتجمع بين الموهبة والمهارة وقد يسر الله لي ذلك أيّما تيسير وكنت أتدرب مع المعلمة أسبوعيا ومع نفسي يوميا. واوضح أن أول من اكتشف موهبته هو والده منذ سن صغيرة إذ ظهرت علي بوادر فكرية وسلوكية تنم عن تعدد المواهب ففكر أبي في توجيه هذه المواهب في مراضي الله تعالى، وقد تم تنميتها عن طريق تحبيب الفن والإبداع والتجربة , وعن طريق التحفيز أيضا والمدح والثناء اللذين كانا خير وسيلة لإظهار مهاراتي الشخصية وتعزيز ثقتي بنفسي خاصة وأن فن الخط العربي لا يقبل عليه الصغار في مثل سني إذ بدأت التعلم وأنا ابن تسع سنين. وقال : إن أول لوحة كتبتها كانت بتاريخ 15-04-2009 م وكانت أول مشاركة لي في يوم العلم وكانت في معرض مدرسي إذ كتبت صفحتين متقابلتين من فواتح سورة الفتح كما هي في ترتيب مصحف المدينة. وكانت حافزا قويا لي لكتابة المصحف الشريف إذ أعجبني خطي جدا وتيقنت أنه ليس من المستحيل كتابة المصحف الشريف، مشيراً إلى رحلته مع كتابة سور القرآن الكريم بدأت في كتابة ما تيسر من صفحات المصحف في شكل وريقات واستعملتها في مشاركاتي في المعارض داخل الدولة ، وكنت ومازلت أعرض كتاباتي على بعض الخطاطين في الوطن حيث يسافر بي أبي لرؤيتهم وسماع نقدهم وتصحيحاتهم. ورأى الخطاط الصغير أن ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف سيسهم بإذن الله في اكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين ، وإن مجمع الملك فهد بهذا الملتقى ومشاركتي فيه كأصغر مشارك خير دليل على جهده الحثيث في اكتشاف الطاقات الكامنة والواعدة من الخطاطين الموهوبين في مختلف أرجاء العالم. وقال : إن علينا جميعا نشر ثقافة الخط العربي بكل ما أوتينا وخاصة في مثل هذه التظاهرات وعلى الإعلام بكل وسائله المساعدة ، وبصفتي خطاطا صغيرا في طريقي إلى الاحترافية أغتنم الفرصة لأعبر عن انشغالي وأحدد أكبر التحديات التي واجهتني وهي أنه لا يوجد فئة صغار الخطاطين ضمن الملتقيات والمعارض الدولية فنجدها فقط مختصة بالكبار والمحترفين ، لذا أسمح لنفسي أن أكون سفيرا لإخواني الناشئين والناشئات من الخطاطين والخطاطات وأطالب الجهات المهتمة بالثقافة بتخصيص أجنحة خاصة لمعرض وخطوط الصغار والتجوال بها عبر العالم الإسلامي والغربي حتى نكون سفراء لكتاب الله وتعم رسالة الإسلام العالم أجمع. الجدير بالذكر أن الخطاط محمد الشبل من مواليد مدينة سكيكدة شرق العاصمة الجزائرية في الثالث من شهر شوال عام 1418 ه يناير 1998م ، ويبلغ من العمر حالياً ثلاثة عشر عاماً ، ويدرس في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة.