يعد الخطاط الجزائري محمد همام بن عادل الشبل أصغر خطاطي المصحف الشريف الذين سيشاركون - بإذن الله - في أعمال ملتقى «مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» الذي ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة خلال المدة من: (22 إلى 28-5-1432ه الموافق 26 إلى 4-2-5-2011م) واستهل الخطاط محمد حديثه ل»الجزيرة» بالقول: إنه من مواليد مدينة سكيكدة شرق العاصمة الجزائرية في الثالث من شهر شوال عام 1418ه الموافق للحادي والثلاثين من شهر يناير 1998م، وأبلغ من العمر حالياً ثلاثة عشر عاماً، وأدرس في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة. ومن خلال هذا الحديث أجاب الخطاط الجزائري الصغير عن عدد من الأسئلة وكانت مستهلة إجاباته بتقديم أزكى التحيات إلى الأمانة العامة وإدارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والهيئة الساهرة على إنجاح هذا الملتقى المبارك ببركة كتاب الله العزيز، واصفاً المجمع بأنه سفير كتاب الله وكفى بهذا شرفا. هل تذكرون بدايتكم مع الخط؟ - نعم أذكر جيدا ولا أنسى بداية قصتي مع الخط العربي في بدايات سنة 2008م وبالضبط كنت في البيت مع أسرتي أتابع على التلفاز فعاليات افتتاح مهرجان الشارقة الدولي للخط العربي وكنت مهتما بالمعرض خصوصا وأن الشيخ سلطان القاسمي يحضره رسميا فعجبت من اهتمام الشيوخ بهذا النوع من الفن كما عجبت من مشاركات الخطاطين خاصة من نواحي العالم البعيدة. سألني أبي، ما رأيك يا همام أن تصبح خطاطا وتشارك مع هؤلاء الخطاطين الدوليين؟ فقلت له لأول وهلة: أنا لا أعرف هذا الفن ولا أتقنه إنهم أناس محترفون. فرد علي: تتعلم وتصبح متقنا. فقلت حتى وإن أتقنت فأنا صغير لا أستطيع المشاركة مع الكبار. فقال لي: وما الغرابة ربما تكون أصغر خطاط في الوطن العربي؟ فرددت قائلا: صح ممكن. مباشرة أشار علي الوالد الكريم: ما رأيك أن تبدأ من هذا الأسبوع في تعلم الخط وسأكلم من يساعدك على ذلك؟ فلم أتردد في القبول مباشرة. ولأن ليس في المدينة التي أسكن بها معاهد متخصصة في ذلك فقد خصص لي الوالد غرفة خاصة في مكتبه لهذا الغرض. وبدأت منذ ذلك التاريخ في تعلم مبادئ الخط العربي وتحديدا بدأت بخط النسخ لأنه أقرب إلى كتابة المصحف من غيره من الخطوط. الخط موهبة ومهارة وفن، فكيف جمعتم بين الموهبة والمهارة والعلم؟ - لاشك أن الفنون بأنواعها تحتاج إلى أرضية من الإبداع والموهبة الربانية وقد حباني الله بحب الرسم والخط والفنون إجمالا فلما تحظى بحب الجمال فقد وفّقت لخير عظيم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال، ولابد بعد ذلك من تعلم مهارة الخط على أصولها لتجمع بين الموهبة والمهارة وقد يسر الله لي ذلك أيّما تيسير وكنت أتدرب مع المعلمة أسبوعيا ومع نفسي يوميا. هل تذكرون أول لوحة قمتم بكتابتها؟ - نعم كانت بتاريخ 15-04-2009م وكانت أول مشاركة لي في يوم العلم وكانت في معرض مدرسي. إذ كتبت صفحتين متقابلتين من فواتح سورة الفتح كما هي في ترتيب مصحف المدينة. وكانت حافزا قويا لي لكتابة المصحف الشريف إذ أعجبني خطي جدا وتيقنت أنه ليس من المستحيل كتابة المصحف الشريف. كيف يمكن أن يسهم ملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف في اكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين؟ - أرى أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قد فعل هذا فعلا فجلوسي إليكم ومشاركتي معكم من دولة الجزائر كأصغر مشارك خير دليل على جهدكم الحثيث في اكتشاف الطاقات الكامنة. يؤدي خطاطو المصحف الشريف عملاً إسلامياً جليلاً، كيف يمكن إبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف؟ - أجيب عن هذا السؤال في شقين اثنين: الأول: علينا جميعا نشر ثقافة الخط العربي بكل ما أوتينا وخاصة في مثل هذه التظاهرات وعلى الإعلام بكل وسائله المساعدة، أما الشق الثاني: فبصفتي خطاط صغير في طريقي إلى الاحترافية أغتنم الفرصة لأعبر عن انشغالي وأحدد أكبر التحديات التي واجهتني وهي أنه لا يوجد فئة الصغار الخطاطين ضمن الملتقيات والمعرض الدولية فتجدها فقط مختصة بالكبار والمحترفين، لذا أسمح لنفسي أن أكون سفيرا لإخواني الناشئين والناشئات من الخطاطين والخطاطات وأطالب الجهات المهتمة بالثقافة بتخصيص أجنحة خاصة لمعرض وخطوط الصغار والتجوال بها عبر العالم الإسلامي والغربي حتى نكون سفراء لكتاب الله وتعم رسالة الإسلام العالم أجمع.