في زيارة للمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وأثناء التجوال في قريّة القرية (السفلى) بالقرب من القرية (العليا) في المنطقة الشرقية لاحظت وجود قرية قديمة منطمرة لم يظهر منها بناء إلا يسير وإنما هي أساسات تبدو للمتأمل بالتركيز بصعوبة ولكن أوضح معالمها نوعا ما هطول الأمطار التي بدت معها الجدران المنطمرة وكأنها لوحة ملونة بألوان زيتية لاستقرار الرطوبة على الجزء الطيني أعلى الأساسات مع بدو طفيف من هذه الأساسات أعلى سطح الأرض وينتشر في هذا الموقع على السطح زجاج ملون وفخار مزجج بطلاء أخضر قديم. أما مباني القرية القائمة حاليا فتقع إلى الغرب من قريتنا على بعد نحو 300 مائة متر لكن المباني القائمة حاليا لا يبدو عليها آثار القدم ولا تزيد أعمارها على مئة عام ومنها ما هو مبني بالبلك المسلح وتقع الأساسات المنطمرة التي سبق الإشارة إليها بدئا من النقطة ذات الإحداثي.. N 27 28 967 E 047 52 554 ثم بعد هذه النقطة تمتد القرية شرقا 500 متر تقريبا مرورا بالنقطة ذات الإحداثي: N 27 28 997 E 047 52 715 ثيتل إحدى القريتين: قال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في حاشيته على كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار لنصر الاسكندراني ج 1 صفحة 265 في تعليقه على قول نصر: الثيتل: بلد لبني حمان ما نصه: ثيتل كثيرا ما يقرن بالنباج مما يدل على تقارب الموضعين والنباج هذا هو نباج بني سعد الواقع شرق الجزيرة وقد أطلق على الموضعين فيما بعد اسم القريتين وملت إلى القول بأن ثيتل هي القرية السفلى أ. ه وأقول: بأنها تسمى لدى الأهالي أيضا حاليا قريّة بالتصغير وهذه تسمية أشهر من القرية السفلى التي أشار إليها الشيخ حمد رحمه الله. هذه ثيتل إحدى القريتين فماذا قيل عن أختها النباج. قال نصر الاسكندراني في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج 2 صفحة 533: النباج بكسر النون قبل الباء المخففة: منزل لحاج البصرة وقيل نباج بين مكة والبصرة للكريزيين وآخر بين البصرة واليمامة بينه وبين اليمامة غبان لبكر بن وائل والغب: مسيرة يومين. وقال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في تعليقه على كلام نصر هذا: والثاني نباج القريتين لبكر بن وائل ثم غلبة عليه بنو تميم في أسفل الصمان وتعرف القريتان باسم قرية العليا وقرية السفلى شرق الصمان وغرب منطقة (وادي المياه) الواقعة شمال الأحساء أ.ه ويؤيد اختيار الشيخ حمد المشار إليه آنفا في النقلين قول صاحب كتاب بلاد العرب صفحة 348: ثم لبني مالك من ناحية طويلع قريتان يقال لهما ثيتل والنباج. وأما ما ذكره نصر ج 1 صفحة 56 في تعليقه على (أجوى): وأما بسكون الباء والباقي كالأول كان اسما للقريتين اللتين على طريق البصرة الى مكة المنسوبتين الى طسم وجديس أو لإحداهما. أ.ه فأقول: لعل المقصود هو قريتانا لا التي بقرب عنيزة ويدل على ذلك أمران : فالأول ان المصادر العربية الإسلامية ذكرت أن القبائل العربية البائدة طسم وجديس سكنت اليمامة وشرق الجزيرة والبحرين مثل: (الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري) و(تاريخ الأمم والملوك للطبري) و(المسعودي). الثاني: إن المثقب العبدي القائل: ألا من مبلغ عدوان عني وما يغني التوعد من بعيد فإنك لو رأيت رجال أبواء غداة تسربلوا حلق الحديد والمثقب العبدي من عبد القيس وهي قبيلة سكنت البحرين حيث قريتانا مما يدل على أنهما هنالك. دعوة إلى هيئة السياحة والآثار: واني من -هذا المنبر- أوجه دعوة لهيئة السياحة والآثار للكشف عما تكنه هذه القرية من أسرار تاريخية وأثرية فإن إسلامية الموقع أمر واضح يضاف إليه نسبته التي أشرنا إليها آنفا إلى طسم وجديس أو لإحداهما وقد يكون الموضع أيضاً من مظان القرية المفقودة «الجرهاء» وهذا يرد على من قال إن الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة العربية يكاد يكون خاليا من الآثار.