حدد عدد من خطاطي وخطاطات المصحف الشريف المشاركين في ملتقى " مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم "عدداً من العناصر المهمة التي يجب توافرها لخطاط المصحف حتى يؤدي عمله كاملا وفي مقدمتها الإلمام باللغة العربية لغة وكتابة، وإخلاص النية لله تعالى والشعور بعظم المسؤولية، إضافة إلى بعض الأمور المهمة. الإلمام التام بالخط يقول الخطاط الباكستاني عبدالرشيد بت: إن أول هذه العناصر، الإلمام التام بالخط الذي يكتب به المصحف، وثانيا: الممارسة الطويلة حتى يمكن استخدامها بمهارة تامة، وثالثا: المعرفة بالسطر، ورابعا وهو أهم شيء للخطاط - من وجهة نظري - أن يكون عمله خالصاً لله، ولذلك يجب عليه أن يضع نصب عينيه أنه يكتب كتاب الله. قراءة سليمة لكتاب الله ويقول الخطاط السوري محمود بن محيي الدين البان الذي يعمل حالياً خطاطا بجامعة حلب بسورية، إن هناك عناصر ضرورية يجب على الخطاط الإلمام بمبادئها من قراءة سليمة لكتاب الله ولغة قوية وسليقة جيدة، وباختصار أرى أن يكون الكاتب متقنا للعربية التي تساعد على الكتابة الصحيحة لأن الخطأ في هذا المجال غير جائز على الرغم من أن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه العزيز، إلى جانب متطلبات الكتابة كورق وحبر وأقلام. الشعور بالمسؤولية ويرى الخطاط الفلسطيني أحمد نافذ الأسمر أن أهم هذه العناصر الشعور بمسؤولية كتابة آيات القرآن الكريم، وعظم الأمانة، وقال: كانت تتملكني الرهبة عند كتابتي آيات القرآن العظيم واستشعر في نفسي الأمانة العظيمة الملقاة على عاتقي أثناء الكتابة، وكنت ابذل أقصى طاقتي من اجل إخراج كلمات الله بأبهى صورة تليق بكتابة هذا المصحف الشريف. التشكيل السليم ويقول الخطاط السعودي ناصر الميمون: إن لكل عمل فني عناصر ومحاور يقوم عليها، والقرآن الكريم وكتابة آياته بالخط الجميل الواضح يحتاج لعناصر مهمة يتم بها إجادة كتابة المصحف بدقة وعناية، ومن هذه العناصر إجادة الخط المطلوب الكتابة به إجادة تامة، والثاني: التوزيع الصحيح لأحرف الآيات الكريمة وكلماتها، بحيث تأخذ كل كلمة مكانها وموضعها الكامل، والثالث: الاهتمام بالتشكيل السليم على كل حرف وكلمة، بحيث لا يطغى تشكيل حرف على تشكيل حرف آخر فيلتبس ذلك على القارئ، والرابع: الحرص على عدم تركيب بعض الحروف على بعض أو تركيب الكلمة على آخر حرف من الكلمة التي تسبقها، والخامس: الاهتمام بتفريق السطور في المساحة، والمقصود جعل هناك مسافة بين السطور بعضها من بعض، وهذا ما نراه جلياً واضحاً جميلاً في سطور مصحف المدينة النبوية بمجمع الملك فهد - رحمه الله. دراية بالعربية ويؤكد أستاذ الطب الخطاط الفلسطيني الدكتور إبراهيم عبدالعزيز مصطفى الجوريشي أن أهم العناصر إتقان الخط، وخاصة خط النسخ لأنه خط المصحف، فليس كل من خط المصحف خطاطاً، كما أنه يجب أن يتحلى الخطاط بالصبر والأناة وأن يكون عنده دراية بالعربية ورسم المصحف؛ لأنها عوامل مهمة جداً، مع حسن اختيار نوع الورق والأحبار والأقلام وغير ذلك. أحمد نافذ الأسمر إجادة وإتقان ويوضح الخطاط اللبناني محمود بعيون أن كتابة القرآن الكريم مسؤولية كبيرة لا يستطيع أن يقوم بها إلا من يكون مهيئاً لذلك من حيث الإجادة والإتقان، فضلاً عن مجموعة من العناصر الأخرى لعل من أبرزها بعد الإيمان بالله تعالى الإخلاص في العمل، وكل هذه الأمور وغيرها تدفع بالخطاط إلى عناية خاصة بكلام رب العالمين. عمل مقدس ويقول الخطاط السوري الدكتور عثمان بن عبده حسين طه: إن أهم هذه العناصر إضافة إلى توافر خبرة فن الخط وإتقانه عليه أن يعلم ما يقوم به من عمل في كتابة المصحف الشريف عمل مقدس، وأن يؤمن بهذا القرآن العظيم؛ لأنه تنزيل من رب العالمين، وأن يكون الكاتب ملماً ببعض رموز ومصطلحات الآيات القرآنية حتى يتذوق طعم معاني ما يقوم بكتابته، وأن يكون ذا همة عالية يضع إكمال ما يقوم به نصب عينيه من دون كلل أو ملل، وأن يكون صبوراً وبشغف كلما أنهى قسماً من الكتابة يتشوق إلى المزيد منه، ولا شك أن التواضع من أولى صفاته؛ لأن الغرور آفة كل علم وفن، وأن يكون ملماً باللغة العربية وقواعدها، حتى يسهل عليه فهمُ معاني ما يكتب، وأن يتمتع بصحة جيدة من سلامة الأعضاء ولاسيما اليدين والعينين، وأن يبتعد عن كل ما يضر بصحته، وأن يحاول قدر الإمكان استعمال اليد اليمنى في الكتابة تمسكاً بالسنة النبوية. استشارة أهل العلم ولخص الخطاط الأردني جمال عبدالكريم الترك العناصر في إجادة قواعد الخط إجادة ممتازة، وسعة الاطلاع، والخبرة الكبيرة، والتمكن والممارسة الطويلة، وخصوصاً في خط النسخ، كما يجب على الخطاط أن يكون ذا دراية كافية برسم المصحف واللغة العربية، ولا بأس في أن يتعاون ويستشير من هم أهل لهذا العلم. وأن يتهيأ له المكان المناسب الذي يعينه على التعبد بكتابة آيات الله الكريمة. المعلم الماهر ويقول الخطاط العراقي علي حامد عبدالمجيد الرواي إن من أبرز العناصر: إتقان الخط على معلم ماهر، والإطلاع على كتابة المصاحف المكتوبة بأيدي أساتذة متقنين لاختيار منهج يتلائم مع روح العصر، والإطلاع على معرفة علم رسم المصحف، وعلم ضبطه، ووقفه، الحبر الجيد والورق الجيد، والصبر الطويل، والمحافظة على التناسق بين أسطره وصفحاته بحيث يكون من أوله إلى آخره كصفحة واحدة، وأن يكون الخطاط عالما بقواعد اللغة العربية. النيّة الخالصة ويفيد الخطاط المغربي بلعيد حميدي أنه إذا توفّرت لدى الخطاط نيّة خالصة في كتابة القرآن الكريم لهدف خدمته والإسهام في نشره، فإن الله تعالى يتكفّل بتهيئة كل العناصر المساعدة على نجاح العمل، أقول هذا لأنني أعيش هذه التجربة منذ كتابتي المصحف الأوّل سنة 1999م. خبرة بأحكام التجويد ويؤكد الخطاط السوري أحمد الباري أنه لا بد أن يكون الخطاط ذا خبرة بأحكام التجويد حتى يستطيع كاتب القرآن أن يؤدي عمله بشكل جيد وبقليل من الأخطاء إن حصلت. إتقان أصول الخط وقواعده ويبين الخطاط العراقي عبدالرضا بهية أن أهم العناصر والمؤهلات والمقومات التي يجب توافرها لمن يعقد العزم على خط المصحف الشريف هو أن يكون خطه ناضجاً بمعنى متقناً أصول الخط وقواعده بشكل متقدم، فضلا عن استقرار المستوى، أي: أن لا يتغير من موضع لآخر، وهذا يتأتى من الاستحضار الجيد، ناصحاً من ينوي الشروع بخط المصحف أن يتمرن كثيرا قبل البدء، ويفضل جدا أن يكتب عدة أجزاء على سبيل التمرين، وأن يستأنس برأي ذوي الخبرة من الخطاطين المتميزين؛ لتقويم مستواه، فإذا اطمأن على جودة أدائه يبدأ ويتواصل من دون انقطاع، ماعدا الأوقات التي يشعر فيها بالتعب فلا بد من أخذ قسط مناسب من الراحة لتجديد النشاط والحيوية. أوقات هادئة وتقول الخطاطة الأمريكية عائشة هولاتد: إن الخطاط الذي يكتب المصحف الشريف يحتاج إلى أوقات هادئة كثيرة يخلو فيها مع نفسه من غير إزعاج حتى يتمكن من كتابة المصحف كتابة جيدة. كما يحتاج إلى مواد جيدة للكتابة. الصبر والمثابرة وترى الخطاطة التركية سامية أكسان أن أهم العناصر التي يجب توافرها في خطاطي وخطاطات المصحف الشريف أولاً الصبر والمثابرة والعزم والاستمرار في الكتابة وحب الله ورسوله. التعليم والدراسة وتؤكد الخطاطة المصرية نبيهة الألفي أن الخط في بادئ الأمر موهبة من الله، ولكنه يتطلب التعليم والدراسة في مراحل لاحقة، ولن نستطيع أن نوفق بين العلم والموهبة.