بعد عدة مراجعات لطبيب المسالك البولية في أحد المراكز الطبية المتقدمة في مدينة الرياض واجراء تحاليل متعددة وفحوصات وإشاعات كثيرة ومتنوعة واجراء أكثر من منظار للحالب وبعد مضي أكثر من سنتين على حدوث أعراض وزيارات طبية قال لي الطبيب المداوي سوف أخبرك بخبر قد لا يكون مبهجاً لك ولكن لتحمد الله أن قدر لك أن تأتيك بعض الأعراض والمشاهد التي كانت لك بمثابة قرع جرس لوجود شيء ما لديك قد يتطلب الأمر معه إزالة كليتك اليسرى، حيث لا نستطيع إزالة ما بداخل كيس الكلية من تليف لأنه ملتصق بها. وقال لي انها عملية يتم اجراؤها كثيراً وهناك مركز متقدم ومتطور وبه أطباء أكفاء في مستشفى الملك فيصل التخصصي والمطلوب منك أن تستخير الله بعلمه وتقرر اجراء العملية، وذلك خلال أسابيع قليلة وليس خلال أشهر حيث ان اتخاذ مثل هذا القرار بصفة عاجلة يصب في مصلحتك، وأنا سوف أتولى مثل هذا الأمر مع زملائي الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ورتب لي موعداً مع طبيب متخصص في مركز الكلى في المستشفى، وتم اجراء تحاليل واشعة وتقرر اجراء العملية في وقت قصير. وعندما دلفت إلى غرفة العمليات شاهدت جهاز الروبوت الذي سوف يكون له دور مهم في استئصال الكلية مع فريق أطباء متمرس وجرت العملية بتوفيق من الله ولطف منه وغادرت كليتي مع الكيس الذي أحاطها خالقها به، ومع ما بداخله من تليف وهي التي عاشت معي ردحاً من الزمن تؤدي ما أوكلها الله به من عمل بلا كلل ولا ملل ولا ضجر، ولكن شاءت إرادة الخالق أن ينتهي دورها بعد هذا العمل الطويل والمضني داخل أحشائي من دون احساس مني بما وهبني الله من نعمة لا تقدر بثمن إلا عندما أخبرني الطبيب مساء ذات يوم أن عليّ أن اتخلص من هذه المكرمة من الخالق. يومها أحسست بإحساس غريب إحساس فيه رضاء بما قدر الله وقسم ويشوبه حزن وألم لأن جزءاً مهماً وعزيزاً عليّ سوف يتم فقده ولكني أحمد الله أولاً أن يسر لنا الدواء والعلاج والأطباء الأكفاء والمستشفيات المتخصصة والراقية. فكرت مثل البعض في الذهاب إلى بعض الدول المتقدمة لطلب المشورة وزيادة في التأكد والاطمئنان وحيث ربما توجد مراكز طبية أكثر تقدماً وبها أجهزة أحدث وأكثر تطوراً ولكن بعد أخذ رأي الطبيب المعالج والتداول مع الأبناء الكبار عقدنا العزم على التوكل على الله واجرائها في مركز الكلى المتقدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتم ذلك بعناية وإشراف من الدكتور البروفيسور سعيد قطان أستاذ المسالك البولية والفريق الطبي في المستشفى د. محمد العتيبي، والدكتور الزهراني ود. عبدالله غازي، وأطباء التخدير والممرضين والممرضات فلهم جميعاً مني ومن عائلتي كل الشكر والتقدير، وجزاهم الله كل خير فأثابهم، كما أتوجه بالشكر للدكتور محمد بن سنيد السنيد مستشار المسالك البولية على عنايته واهتمامه بي وسؤاله عني، كما أتوجه بالشكر والعرفان لكل قريب وزميل وصديق بادر بالاطمئنان والزيارة والسؤال عني، ومن لا يشكر أهل الفضل من الناس لا يشكر الله، وأحمد ربي حمداً كثيراً وأجله إجلالاً عظيماً لما حباني به من لطف وعافية وسلامة نفس وبدن.