التقى عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء أمس لطرح وجهة نظر المجلس بشأن إنهاء الأزمة السياسية التي تهدد بانزلاق البلاد إلى مزيد من أعمال العنف. وعلمت "الرياض" من مصادر مطلعة أن الزياني قدم للرئيس صالح وثيقة مكتوبة عن رؤية المجلس لانتقال السلطة. وتتضمن الوثيقة أن ينقل صالح صلاحياته للنائب فورا ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يحظى فيها المؤتمر الشعبي الحاكم بنسبة 50% من المقاعد و40% للمعارضة فيما تمنح بقية القوى الأخرى النسبة المتبقية. وتنص الوثيقة على انهاء مظاهر الاعتصامات والتظاهرات والتمرد العسكري فيما يقوم الرئيس صالح خلال ثلاثين يوما بتقديم استقالته لمجلس النواب. وتتضمن الوثيقة توفير الضمانات بعدم الملاحقة القضائية للرئيس وأسرته وأعوانه، ويجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال ستين يوما. وقالت وكالة سبأ أن الرئيس صالح جدد ترحيبه " بالجهود والمساعي الخيرة التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن". وأكد صالح خلال استقباله الزياني التعامل الإيجابي مع هذه الجهود والمساعي ولما يحقق مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ووحدته ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، وكان الزياني قد التقى ايضاً قيادات المعارضة اليمنية. وأكد الرئيس صالح لحشود من مؤيديه قبل يومين إنه سيظل صامدًا ولن يقبل "مؤامرات أو انقلابات" يدبرها خصومه. وأضاف "الذي يريد السلطة أو الوصول إلى كرسي السلطة عليه أن يتجه إلى صناديق الاقتراع فالتغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي إطار الشرعية الدستورية". وكان صالح قد ذكر أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية حين تنتهي ولايته عام 2013 ثم أعلن أنه سيتنحى بعد تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة هذا العام. لكن المعارضة والمحتجين لا يثقون في وعوده ويريدونه أن يتنحى أولا. وكانت الوساطة المتمثلة بوزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدت اجتماعين منفصلين مع أطراف الأزمة في اليمن، الأول مع المعارضة اليمنية يوم الأحد في الرياض والثاني مع وفد حكومي يوم الثلاثاء في ابوظبي. وتتمسك المعارضة بمطلب تنحي الرئيس صالح الذي يؤكد من جهته انه يمثل الشرعية في اليمن ويصر على أن أي تغيير للسلطة يجب أن يأتي عبر الاقتراع. الى ذلك اكد مصدر يمني مسؤول امس ان وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد سيزور صنعاء غدا مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ضمن مساعي الوساطة الخليجية لحل الازمة في اليمن. وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الشيخ عبدالله الذي تراس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون سيزور مع الزياني صنعاء "لاستكمال مساعي الوساطة الخليجية".