تواصلت فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأحد بندوة ثالثة بعنوان ( المشهد الثقافي الاجتماعي الياباني) شارك فيها كل من الدكتور صالح مهدي السامرائي، والدكتور محمد جابر الأنصاري من البحرين، والدكتور سمير عبد الحميد من مصر، وأدارها الدكتور محمد بن حسن الزير. وقد استهل د. السامرائي حديثه عن اليابان قائلا: اليابان من أكثر دول العالم تعرفا على الحضارة العربية عبر التاريخ، وعلى الرغم من قدم اللقاءات بينهم وبين العرب عبر العصر، إلا أن تلك اللقاءات لم تحدث تأثيرا بين الطرفين للمتتبع لتلك اللقاءات، وهذا ما نجده على سبيل المثال لدى البحارة العرب ونظرائهم اليابانيين..إلا أن هناك وفوداً شهدها مطلع العصر الحديث من خلال إرسال وفود بهدف التعرف على العرب والتواصل الفعلي مع اليابانيين. الأنصاري: الملك عبدالعزيز بدأ مسيرة العلاقة بين المملكة واليابان ومضى السامرائي مستعرضا ما تشكل عبر الحرب العالمية الثانية من زيادة التواصل بين العالم الإسلامي واليابان، وما صحبها من تأليف عن الحضارتين الإسلامية واليابانية بين الحضارتين، وما تبع ذلك من تطور للعلاقات فيما بينهما، إلى جانب ما شهده من إرسال البعثات إلى جامعات الجانبين وخاصة إبان فترة الستينات الميلادية التي شهدت بداية تطور وتفاعل العلاقات الثقافية بين الحضارتين..وصولا إلى تأسيس المعاهد، والاهتمام بشؤون الجاليات بشكل أوسع عبر هذه العلاقات المتنامية.. مختتما حديثه بما شهده التواصل بين الإسلام واليابان من اهتمام بالغ على المستوى الرسمي بين المملكة واليابان والذي يترجمه حجم تلك العلاقات بين الطرفين منذ عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله، وحتى هذا العصر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – إذ تأتي العلاقات في أوج ازدهارها بين المملكة واليابان في مجالات مختلفة سياسية واقتصادية وثقافية. من جانب آخر قال د.الأنصاري: شهدت الأدبيات اليابانية في تراثنا العربي اهتماما خلال السبعينات الميلادية، إلا أن موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – كان له بالغ الأثر في صناعة تواصل بارز مع اليابان، مما انعكس بدوره على الاهتمام بالثقافة والعلاقات بشكل أعمق وأشمل في مختلف الجوانب الثقافية التي انعكست بدورها على العلاقات الدولية بين مجلس التعاون الخليجي واليابان، عبر علاقات كانت سياسية واقتصادية أكثر منها ثقافية.. عبدالحميد: تنصيب الحضارة الإسلامية معادية للغربية مرض معاصر إلا أن العلاقات بين المملكة واليابان انطلق من رؤية قاد بواكيرها المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – الذي بدأ بإرسال موفد إلى اليابان لإقامة تعاون بين البلدين في مجال النفط.. مستعرضا عددا من المؤلفات اليابانية في هذا الجانب. أما د. سمير عبدالحميد، فذكر في ورقة قدمها بعنوان( وصف الجهود السعودية اليابانية لدعم تعايش الحضارات لتحقيق الأمن بين شعوب العلم: رؤية معاصرة ) حين أعلنت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – حفظه الله – للحوار كان لليابان ضمن هذه الدعوة دور فاعل للمشاركة فيه، والإسهام بدورها في تعزيز الحوار بين أصحاب الحضارات، والذي شهد مناقشة واستجابة لدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عدد من المؤتمرات، التي جاءت تباعا لهذه المبادرة في عدد من الأقطار العالمية بوجه عام، وفي اليابان على وجه الخصوص، عطفا على ما اتسمت به رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز من وضوح الرسالة وصدق الدعوة كنموذج للخطاب العالمي، لاستثمار الحوار بطريقة حضارية تقوم على احترام الأديان والحضارات وفهمها فهما حقيقيا بناء يسهم بدوره في التحاور مع الآخر، وأن يستجيب إلى صوته عبر رؤية تقوم على التعارف والاحترام المتبادل بين الأطراف المتحاورين.. مؤكدا في ختام حديثه، بأن تنصيب الحضارة الإسلامية عدواً للحضارة الغربية أخذت في الانتشار في بعض بلدان العالم الغربية، واصفا ذلك بالمرض المعاصر، في ظل ما يجسده الإسلام للتعايش بين الإسلام وغيره من الأديان السماوية في مختلف بلدان العالم وفي دول الشرق الآسيوي بوجه خاص، كدليل قطعي على هذا التعايش. المشاركون في الندوة